موسى فرج
قضية الكهرباء تحولت إلى: كل الأصه وما فيها .. شربت أنا أبلو وشرب ورايا..!
موسى فرج
لا أتذكر اسم المغنية بشكل محدد وهل أنها لبنانية أم مصريه..ربما إن لم تخني الذاكرة هي المغنية المصرية شريفه فاضل ..لكن مطلع الأغنية يقول : كل الأصه وما فيها ..شربت أنا أبلو ..وشرب ورايا .. وطبعا مثل هذه الحادثة لا تستحق أن يتوقف التاريخ عندها ..ولا يستدعي الأمر أن يفرد لها حيز فيما يذيعونه يوميا ضمن برنامج : حدث في مثل هذا اليوم.. أمس كتبت حول موضوع عقود الكهرباء وذكرت :أن الفساد لا يعالجه المنقوعة أذيالهم فيه .. وقبل ذلك كتبت : أيها الناس في العراق ..المتعلم منكم والأمي إن قضية الكهرباء في العراق تتمحور حول قضيتين مركزيتين : .الأولى : أن الكهرباء يشكل حجر الزاوية بين حاجات الإنسان طرا ..ولا يمكن الاستغناء عنها على الإطلاق وان الشعب العراقي واجه محنة حقيقية بسبب انعدام خدمة الكهرباء وان المظاهرات التي اجتاحت معظم المحافظات العراقية في العام الفائت والذي سبقه كانت بسبب عدم توفر الكهرباء ..وانه ورغم أهمية الكهرباء في حياة الناس فان المشكلة الحقيقية ليست في عدم توفر الكهرباء فقط بل في فشل الحكومة بشكل ذريع ومريع في التعامل مع هذا الملف وإلا فان متطلبات توفير الكهرباء معروفه وهي المال والوقود والقوى العاملة وتلك العناصر متوفرة في العراق وبنسبة أكثر من المطلوب ..وان معضلة الكهرباء وما تواجهه الناس من جراءها لا ينحصر في شحتها فقط بل في إثقال كاهل الفقراء بتحميلهم أعباء لا طاقة لهم بتحملها ..فلو سألت اليوم أية عائلة عراقية ..هل أن الكهرباء الحكومي يصلكم باستمرار لقالت لك: لا .. ولا يزيد وصولها عن بضعة ساعات في اليوم..ولو سألتهم : هل تشتركون بالمولدة الأهلية ..؟ لقالوا لك: نعم وندفع لها ما لا يقل عن 100 ألف دينار شهريا ..لكن أصحابها لا يشغلونها لكامل ساعات الانقطاع في التيار الحكومي ولذلك نقتني في بيوتنا بمولدات كهرباء منزلية يكلفنا الوقود وحده ما لا يقل عن 300 ألف دينار شهريا ..وبإضافة هذه الكلف إلى ما تستوفيه الحكومة منا عن تيارها الذي لا يغطي بضع ساعات فان كل عائله عراقيه تدفع لخدمة الكهرباء ما لا يقل عن 500 ألف دينار شهريا ..في حين أن نسبة كبيرة من العوائل العراقية لا تحتكم على دخل شهري يتجاوز 100 ألف دينار .. هذه النقطة المحورية الأولى .. .
الثانية : انه ولحد ما قبل سنه من الآن فان وزارة المالية العراقية تقول : أن ما صرف على الكهرباء يتجاوز 27 مليار دولار دون نتائج تذكر ..في حين أن ربع هذا المبلغ لو كانت الأمور خالية من الفساد لغطى حاجة الناس كل الناس من الكهرباء ..والسؤال المركزي هو : أين ذهبت كل تلك الأموال ..؟.. . هذا الحال تسبب في ضغط شعبي على الحكومة لمعالجة ملف الكهرباء كمدخل في معالجة ملف الفساد ..هذا الضغط كاد أن يتطور إلى مديات اعلى ليحقق نتائج مهمه .. لكن الذي حصل أن الحكومة استثمرت قضية توقيع وزير الكهرباء عقدين يشوبهما فساد مع شركتين أجنبيتين ..لكن ذلك الفساد في العقدين المشار أليهما لا يرتقي إلى الجريمة التي يحاسب عليها القانون ولا يترتب عليهما استرداد ال 27 مليار دولار التي ضاعت من أموال الشعب .. لأن العقدين بالصدفة كانا عقدا دفع آجل ولا يترتب عليهما خسارة الخزينة لدولار واحد ولا يتعارض توقيع الوزير لهما مع القانون إنما يتعارض مع تعليمات إداريه فقط لا يترتب على مخالفتها أية جريمة مع ذلك فقد تم إلغاء العقدين .. ويا دار ما دخلك شر .. . توجد قضيه فساد كبرى في العراق يشترك في تنفيذها ليس أطراف الحكومة فقط بل الحكومة والبرلمان والساسه وحتى قطاعات واسعه من العراقيين وخصوصا منهم المثقفون ..ما هي ..؟.. تلك المصيبة تتمثل بالآتي : لو قام شخص بتمزيق بطن ابن أحدهم فان الأب بدلا من أن يوجه أولويته لإنقاذ المصاب ولملمة أحشاءه واستدعاء الإسعاف ومن ثم يوجه اهتمامه لملاحقة الجاني ..فانه يترك ابنه أو زوجته تتمرغ في دماءها بين الحياة والموت ليذهب إلى أقرب سوق عكاظ ليلقي قصيدة هجاء بحق العشيرة التي يعتقد أن المجرم تربطه بها بصلة ..وفي الغالب فانه يرمي من وراء ذلك خدمة شيخ العشيرة التي ينتسب أليها أو يرتبط بولاء لها ..! ولك اغبر مو ابنك .. أو مرتك راح يموتون دجيبلهم الإسعاف وبعدين انظم قصائد هجاء ... لا.. ميسويها ..ومن يشبع غروره في نظم الشعر يعود للمصابين فيجدهم قد فارقوا الحياة وانتقلوا إلى الرفيق الأعلى ..! وفي نفس الوقت .لا كمش الجاني ولا حدده أصلا ..وتسجل الواقعة ضد مجهول ..ماذا يجني ..؟.. قد يعتبرونه من ذوي الشهداء فيحصل على كم دينار ..! ويقربونه زلفى باعتباره مكلوما..! ..هل يوجد ما هو أغرب ؟... بعيني رأيت وبأذني سمعت أحدهم في استطلاع تلفزيوني يقول بلا مبالاة وقد سقطت طفلته في إحدى فتحات المجاري التي لم تستكمل : مو ينسونا بالتعويضات ..! ..يا الهي ..ما أقساه .. طفلتي تموت ميتة شنيعه من جراء الإهمال وبدلا من اشتم المتسبب وأبوه ومسئوله وأبوه .. لا أفكر إلا بالفلوس ..؟ يالبشاعة الفلوس ..! نرجع إلى قضية بل محنة الكهرباء..ونطبق عليها نظريتي في رد الفعل العراقي على الفساد ونشوفها هي ..؟ لو مو هي ..؟ إذا طلعت مو هي ..؟ أنا معتّب .. . اطلعت اليوم عل فيديو يتضمن شهادة وزير الكهرباء أمام مجلس النواب العراقي .. وراح تلكون الرابط مالته في نهاية ألمقاله وشوفوه ..واطلعت على فيديو يتضمن شهادة نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة الشهرستاني أمام البرلمان العراقي وشوفوه ..واطلعت على فيديو لأحد ( المدعين بالحق الشرعي ..! ) وشوفوه .. .
أولا : شهادة وزير الكهرباء أمام مجلس النواب : يقول : .
1 . أن صلب الموضوع لا يتعلق بهذين العقدين إنما يتعلق بموقفي من عقود سابقة في الوزارة ..ويشير إلى انه قدر تعلق الأمر بالعقدين فانه استند في ذلك إلى توجيه صادر من رئاسة الوزراء إلى كافة الوزارات بالاتجاه إلى عقود الدفع بالآجل ، وانه عرض أمر إبرام العقدين مع الشركتين على لجنة الطاقة برئاسة نائب رئيس الوزراء الشهرستاني ..ووافقت اللجنة ورفعت الطلب إلى مجلس الوزراء ووافق مجلس الوزراء فوقعت العقدين وتبين لا حقا أن الشركتين ليستا مصنعتين إنما وسيطتين أو مقاولتين فتم إلغاء العقدين من قبل مجلس الوزراء وفي كلا الحالتين أن تم إلغاء العقدين أو لم يتم الإلغاء فان الحكومة لم تدفع دولار واحد ولن تدفع قبل مضي سنتين على انجاز نصب المحطات واشتغالهما وفقا للشروط .. .
2 . إما موقفي من العقود السابقة التي ابرمها الوزير السابق فقد قمت بالآتي : .
* يوجد عقد وقعه الوزير السابق مع شركة بريطانية بمبلغ 10 مليون دينار لتوسيع محطة كهرباء الناصرية وبدلا من أن ترسل لنا تلك الشركة معدات أرسلت لعب أطفال ..فألغيت العقد وأقمت دعوى على الشركة والسفارة البريطانية .. .
* وجدت أن الوزير السابق قد تعاقد مع شركة سيمنس على نصب معدات كانت الوزارة قد اشترتها من الشركة المذكورة وكانت قيمة عقد النصب بمبلغ 1,815 مليار دولار عدا الأعمال الهندسية فقمت بإلغاء العقد والتعاقد مع شركة أخرى بمبلغ يقل عن مليار دولار فوفرت للخزينة مليار دولار . .
* وجدت أن الوزارة قد استوردت محطات ويلزمها مبلغ 880 مليون دولار لإكمال النصب وبدلا من توفير المبلغ بواقع 400 مليون دولار لكل سنه خلال سنتين فإنها ذهبت لتتعاقد مع مستثمرين محليين لمدة 25 سنه تقوم بدفع 500 مليون دولار سنويا لهم يعني 12,5 مليار دولار في حين أن الأمر لا يكلف الخزينة سوى 880 مليون تدفع بواقع 440 مليون لمدة سنتين فألغيت العقد أو وقفت في طريق إكمال توقيعه وبذلك وفرت للخزينة 11,7 مليار دولار .. وتفضلوا هذا الرابط الخاص بشهادة وزير الكهرباء أمام مجلس النواب ... .
ثانيا : شهادة الشهرستاني نائب رئيس الوزراء رئيس لجنة الطاقة : .
1 . بتاريخ 24 /3 /2011 قدمت وزارة الكهرباء طلبا إلى لجنة الطاقة التي أرأسها بالموافقة على التعاقد مع الشركتين فوافقنا ورفعنا الطلب إلى مجلس الوزراء لطلب الموافقة وحصلت الموافقة على التعاقد .. .
2 . عندما عرض الموضوع في مجلس الوزراء أنا لم أوافق وبامكنكم الاطلاع على سجل التواقيع ..! لعد اشلون وصل الطلب إلى مجلس الوزراء إن لم تكن موافقا بصفتك رئيس لجنة الطاقة ..؟ مجلس الوزراء لا يستلم الطلب مباشرة من الوزارة إنما يكون من خلال لجنة الطاقة وتكتب موافق .. أو .. لا أوافق ..هاه ..أهناك وافقت بصفتي رئيس لجنة الطاقة وهناه ما وافقت باعتباري نائب رئيس مجلس الوزراء ..! ( طبعا كلام الشهرستاني هذا يذكرني بحادثة وظيفية ظريفة مرت بي قيل 29 سنه ..كنت اختصاصي في المركز القومي للاستشارات والتطوير الإداري وهو مشرف على مديريات التطوير الإداري في كافة الوزارات ومن بينها وزارة الحكم المحلي المماثلة لوزارة البلديات والإشغال الحالية ..اتصل بي هاتفيا مدير المالية في الشركة العامة للماء والمجاري ومقرها ساحة عقبه إن تعال خلصني فذهبت أليه ..كان ذلك في عام 1982 هاه ..؟ قال : يابه المدير العام مالتنا مهندس عبد السلام موفد إلى الاتحاد السوفيتي خوش ..؟ قلت له خوش ..قال المدير العام بالوكالة هو حبيب ناصر رئيس ألمؤسسه من موقع أدنى مثل حالة رئيس الوزراء عندما يتولى وزارة التعليم العالي وكالة ..خوش ..؟ قلت له خوش .. قال : أنت تدري الدنيا بارده كلش ..خوش قلت له : خوش ..قال : أنت تدري يوجد قرار من رئاسة الجمهورية يقول ممنوع شراء الأثاث الإداري إلا بعد موافقة ديوان رئاسة الجمهورية ..خوش ..؟ قلت : خوش ..قال الموظفين والموظفات كاتلهم البرد وردنا نشتري صوبات غازيه ..سوينا الطلب وقدمناه للمدير العام بالوكالة حبيب ناصر ..وافق عليه ووقعه ودزيناه بكتاب رسمي موقع بتوقيعه إلى ألمؤسسه..ألمؤسسه منو رئيسها ..؟ هو نفسه حبيب ناصر خوش ..؟ قلت له : خوش .. لمفاتحة ديوان الرئاسه ..خوش ..؟ قلت له خوش .. قال : كتب عليه رئيس ألمؤسسه اللي هو مديرنا العام وكالة : لا أوافق ..! خوش ..؟ قلت له : مو خوش ..! وهسا ..؟ ليش ما فهمته ..؟ قال : فهمته يقول لي : أيه لكل منصب وجهة نظر مختلفه باختلاف المنصب ..وآنا الصبح مدير عام عدكم عندي وجهة نظر ..هسا آنا رئيس مؤسسه عندي وجهة نظر أخرى ..وبعد إن أدمعت عيني من الضحك ..قلت له وهسا المطلوب مني ..؟ قال : هذا من الجنوب يعني من منطقتك وعضو شعبه بالحزب بالأعظميه وما نكدر نحجي وياه .. فدوه ..بلكي تؤثر عليه وألك ثواب لأن كتلنا البرد .. قلت له : شوف.. هذا من جنت بالثانويه جان مدير بلدية السماوه مدينتي وهو من ألناصريه ..بس هسا لأن صار عضو شعبه بالحزب صاير طلي ..وما أروح عليه .. بس إذا بيكم بخت صلّوا صلاة استدفاء بلكي الله يخلصكم منه لو تنتظرون مدير عامكم عبد السلام .. فهسا الفلتات في الإدارة ألعراقيه الذين يوقعون في مكان ويرفضون في مكان لهم تاريخ طويل في سفر الإدارة العراقية .. .
3 . السيد الشهرستاني يقول : يابه إحنا رحنا إلى كوريا دولة رئيس الوزراء وأنا ووزير الكهرباء ومررنا على شركة هونداي نتعاقد معها وبطريقنا سألناها حول مقدرة الشركتين فقالت لنا : يابه هذولا لا مصنعين ولا منتجين وأصلا هم يتسوكون أغراضهم من عدنا ..! هاه يعني مو مصنعين ..؟ قالوا لنا نعم ليسوا مصنعين وكان هذا في الشهر الخامس وعندما وصلنا بحفظه عائدين إلى ارض الوطن اصدر مجلس الوزراء تعليمات تقول بمنع التعاقد مع الشركات غير ألمصنعه فتقرر إلغاء عقدي الشركتين ( ولم يرد ذكر الوزير الأسبق جواد هاشم الذي نفخوا في صورته البعثيين باعتباره المنقذ للحكومة من الوقوع في هاوية الفساد ..! ) . وتفضلوا هذا الرابط الخاص بشهادة الشهرستاني ... .
ثالثا : اطلعت على الفيديو الخاص بشهادة احد (المطالبين بالحق الشخصي) والذي نفخت في صورته فضائيات بعينها ..في حين أن صياحه وتهريجه واستهدافه الشهرستاني تسبب في تحويل قضية الكهرباء من السؤالين المركزيين :ومفادهما : أين الكهرباء ..؟ أين ال 27 مليار ..إلى استهداف الشهرستاني وتحول القضية إلى مجرد البحث في مخالفات إدارية تتعلق بعقدين تم إلغاءهما أصلا ولم يترتب عليهما فعل جرمي وحولهما الشهرستاني إلى : الوزير لم يرتكب فساد والشهرستاني لم يرتكب فساد ولم يلحق ضرر بالمال العام وان لأمر يتعلق بمجرد مخالفات أداريه .. يعني كل الأصه وما فيها ..شربت أنا أبله ..وشرب ورايا ..! وقيم الركاع من ديرة عفج ..هذه الحالة يمكن تصويرها بالاتي : سرقه تحصل لأحد البيوت ويكنسون غراضه كنس .. يركض أبو البيت ويصيح حرامي حرامي وتتجمع الناس ..واحد يخرج رأسه من النافذة فيصيح : مناه مناه مناه ..يطلع واحد آخر يصيح : مناك مناك مناك .. ألحرامي صعد بالجتطله ووصل ديره ..وعاد أهل البيت إلى بيتهم حالتهم ..حاله ..وألهم ألله .. وطويت ألصفحه ..وسجل ضد مجهول في حين لو كان هذا اللي طلح راسه وصاح مناه كذبا ولا ذاك اللي صاح مناك كذبا لتوجه الناس خلف ألحرامي وأعادوا المسروقات ..تمام ..؟..
شهادة الشهرستناني نائب رئيس الوزراء أمام مجلس النواب : الجزء الأول
http://www.youtube.com/watch?v=4ejgrq2m6ukالجزء الثاني:
http://www.youtube.com/watch?v=5l6cYmeR-Os
شهادة وزير الكهرباء المستقيل أمام مجلس النواب :
http://www.youtube.com/watch?v=3CGEeTPQdcI&feature=related
احد المطالبين بالحق الشخصي..
http://www.youtube.com/watch?v=70PMyGTDr7s&feature=related ..