|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  18  / 12 / 2019                               موسى فرج                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

رداً على رسالة الأستاذ الفاضل حامد الحمداني... (*)

موسى فرج *
(موقع الناس)

الأستاذ الفاضل حامد الحمداني /ابو ناهض المحترم

تحية احترام وتقدير...

بدءً لا يسعني الا مقابلة ثقتكم بالامتنان والتبجيل خصوصاً وأنها صادرة من رجل أمضى معظم عمره المبارك مناضلاً سياسياً ومطارد وسجين ومفكر ومؤرخ سياسي منذ الخمسينيات الى يومنا هذا وخبر الواقع السياسي والاجتماعي في العراق بعمق وإحاطه ...

استاذي وأخي الكبير...اسمح لي لأضع ما أراه امامك لتتوضح الصورة أكثر:

1. النظام السياسي القائم منذ 2003 بدستوره وبرلمانه وحكومته وشخوصه وطبقته السياسية وصل الى طريق مسدود بسبب رؤيته للحكم القائمة على منطق الغنيمة والاستحواذ والمحاصصة والفساد والفئوية والحزبية والتبعية بدلا من الرؤية القائمة على البناء والعدالة وسيادة البلد.

2. طبقة المحاصصة والفساد بسلوكها استقطبت العداء من جهات الدنيا الأربع فالانتفاضة الشعبية قائمة في الداخل وعطلت معظم مناحي الحياة وبقايا نظام صدام يعقدون مؤتمراتهم في الخارج للتبشير بانقلاب عسكري مدعوم من بقاياهم في الداخل مصحوب بدعم اعلامي من فضائيات عراقية، وبريطانيا تحذر وامريكا تدخل جنودها المدججين بالسلاح الى المنطقة الخضراء معقل ساسة المحاصصة والفساد الى جانب قواعدها العسكرية المنتشرة في العراق طولاً وعرضاً وفي نفس الوقت فإن التدخل الايراني بشؤون الحكم في العراق بلغ حدوداً لا تطاق الأمر الذي دفع حتى من كان يتهمهم شركاء الوطن ظلماً بالصفوية والولاء لإيران بالتعبير عن أقصى درجات الرفض للتدخل الايراني بشؤون العراق الى حد حرق مقرات البعثات الدبلوماسية الإيرانية ...

3. هذا الواقع المزري والخطير تقابله الطبقة السياسية بالتمسك بالسلطة بنفس سلوك صدام القائم على التمسك بالسلطة أو إبادة الشعب وحرق البلد وامامك مئات القتلى من المتظاهرين معظمهم لم يبلغ الحلم وعشرات الآلاف من المصابين وتوقف لمعظم مناحي الحياة ولم يرف لساسة المحاصصة جفن وهي سادرة في غيها وعنجهيتها...

4. في هذه الحالة أمامنا الحركة الاحتجاجية التي تحولت من مظاهرات "لا تمانع السلطة بها منذ عام 2011 لأنها مسيطر عليها باعتبارها معلومة المكان والزمان والشعارات وتحت السيطرة" الى انتفاضة غير مسيطر عليها هددت باقتحام المنطقة الخضراء مقر الطبقة السياسية سبقها حرق مقرات الاحزاب في معظم المحافظات المنتفضة وأمام هذا التطور في الحركة الاحتجاجية رضخ ساسة المحاصصة بعض الشيء خصوصاً وأن أعداد الضحايا بلغت أرقام كبيرة جداً وميل كفة المرجعية الدينية في النجف لصالح المتظاهرين الى جانب الشجب الدولي لسلوك السلطة المغال في الاستخدام المفرط للقوة والعتاد الحي في مواجهة المحتجين فأجبر عادل عبد المهدي على تقديم استقالة الحكومة وهو ما لا يشكل فرقاً عند الطبقة السياسية مادامت تواصل قبضتها على الحكم وما دام بديل عبد المهدي إن لم يخرج من رحمها فهو يخضع لاشتراطاتها...

5. لكن الاحتجاجات الشعبية بسبب تزايد الضحايا والنداءات الى السلمية والتهديد الصريح بإبادة المتظاهرين عن اخرهم فيما لو عبروا جسر الجمهورية في بغداد الى جانب ما حصل في منطقة الوثبة... عادت الى ما يقترب كثيراً من صيغة المظاهرات وليس الانتفاضة وفي هذه الحالة استرد ساسة المحاصصة انفاسهم وعادوا الى التسويف والتخويف والمماطله...

6. في هذه الحالة ...
- هل أن استقالة حكومة عادل عبد المهدي هي الغايه...؟ أبداً ...

- هل ان من يخلف عبد المهدي يشكل فرقاً في عملية اصلاح النظام السياسي...؟ أيضاً لا، لأنه سيكون مأموراً من قبلها ولا يخرج عن طوعها.

- الى جانب عدم تمكنه من احداث فرقاً في الانتخابات الذي يصر ساسة المحاصصة والفساد على التصويت على قانونها قبل الموافقة على رئيس حكومة جديد وأيضاً قانون مفوضية الانتخابات الذي صممته للوصول الى نفس النتائج السابقة بإضافة بعض البهارات...

- هل يتمكن رئيس الحكومة الجديد احداث فرق في الانجاز...؟ أيضاً لا ...لأنه رئيس حكومة تصريف اعمال الى جانب أن الأموال مستنفذة مسبقاً أما بفساد مقنن أو بمشاريع وهمية...

- بالمختصر المفيد ... لو جاء مهاتير ليرأس حكومة تحت سطوة ساسة المحاصصة والفساد أو يكون عضوا فيها فانه يعجز عن تقديم أي منجز ملموس للشعب...

- مع التأكيد بشدة على حقيقة وجود كفاءات وطنية ونزيهة عراقية داخل البلد وخارجه تصلح لتولي مهام الحكومة ومثلما يقال في العراق "تخلي هاي الأسماء التي تتداولها الطبقه السياسية او يتم تسريبها لساحات المظاهرات بجيب الزغير" ولكن ما الفائدة من ذلك إذا كانت السفينه موجهه بالأساس الى بحر الظلمات...؟

7. في هذه الحالة قلنا ونقول إن الحل مرهون بالاحتجاجات الشعبية شرط أن تبتعد عن صيغ العدمية واللاجدوى التي يحاول البعض دفعها اليها دون رويه من خلال حرف المتظاهرين من طلاب نتائج الى طلاب شهادة...أو دفعها الى اللاسلمية والعنف أو تحويل ساحاتها الى مجرد منتجع لممارسة حرية التعبير ليس الا...

8. هذا الحال يمكن تغييره واستنقاذ المظاهرات من خلال حث المتظاهرين لتنظيمها وتشكيل لجان تنسيقية تحميها وتصعد من فاعليتها وتوحد خياراتها وخطاباتها قدر الامكان، وعدم الاكتفاء بإحكام الصلة بالشعب لأغراض توفير الاحتياجات اللوجستية فقط وانما بإحكام الصلة بحاضنتها الطبيعية من اوساط الشعب العراقي من غير المنخرطين بالمظاهرات ...

واختيار لجنة دعم ومشورة من اشخاص لهم تاريخ مشرف في الوطنية والنزاهة ولا يسعون لركوبها من أجل الوصول الى مناصب أو تحقيق منافع شخصية ... ودون أن أفاتح الذوات المدرجة اسماءهم أدناه لكني أتوسم فيهم عدم التردد في القيام بأي شيء ذي جدوى من أجل قضية الشعب ووفاء لشهدائه وجرحاه ومغيبيه ...

1. الدكتور عباس العلي ... قانوني واستاذ جامعي - كربلاء...
2. القاضي زهير عبود ... قاضي متقاعد - أربيل...
3. الدكتور مظهر عبد الكريم العبيدي... استاذ جامعي - بغداد
4. القاضي حسين الموسوي... قاضي مخضرم متقاعد - بغداد
5. الأستاذ سعدون محسن ضمد... اعلامي وناشط مدني - بغداد
6. الأستاذ محمد أمين السلامي... قانوني وناشط مدني - بغداد
7. الدكتور حسان عاكف... طبيب متقاعد وناشط سياسي - بغداد
8. الدكتور علي العنبوري ... طبيب وناشط مدني - بغداد
9. الدكتور حمودي مصطفى جمال الدين ،ناشط مدني - البصرة ، ناصرية
10. أنا موسى فرج ...

مع العرض أنه اذا بلغت نسبة المعتذرين 50% أدفع غرامة الى جانب وجود آلاف الأسماء الوطنية المخلصة في بغداد والمحافظات...

وبالشروط التالية:
1. لن يرشح أي منهم لأي منصب حكومي أو انتخابات قادمة ...
2. لا يسعى أي منهم لموقع قيادي بالمظاهرات ...
3. عدم وجود صلة لأي منهم بجهات إقليمية أو دولية ...
4.أي منهم غير مسجلة ضده أية شبهة فساد ...
5. مهمة لجنة الدعم الأساسية تقديم المشورة والتفاوض مع الجهات الرسمية والسياسية بالنيابة عن المتظاهرين في أمور يتفق عليها مسبقاً مع ممثلي المظاهرات...

تقبل تحياتي ونسأل الله أن يحمي شباب العراق ويحقق طموحه المشروع في نظام حكم صالح ومن الله التوفيق ....
 

(*) رداً على رسالة الاستاذ الفاضل حامد الحمداني التي جاء فيها."أخي الأكرم ابا ياسر هل تسمح لي بأن ارشحكم لمنصب رئيس الوزراء؟ انا شخصياً اعتقد انكم الرجل المناسب من كل النواحي، مع أجمل الامنيات..."
 


*
رئيس هيئة النزاهة في العراق (سابقاً).







 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter