|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 16 / 6 / 2013                               موسى فرج                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تعقيباً على ما كتبه السيد عادل عبد المهدي:

إننا مسؤولون أيضا.. الكهرباء مثالاً..

موسى فرج

بدأت صباحي لهذا اليوم كعادتي كل يوم بتشغيل مولدة الكهرباء المنزلية فالكهرباء الوطنية (طافيه) ، ومولدة الشارع يبدأ دوامها بعد صلاة الظهر.. بعد كوبين من الشاي وثالث من القهوة تخللتهما 6 جكاير اتجهت إلى جهاز الحاسوب كما يقتضي الروتين لاستطلاع الوضع العراقي وفي مقدمته الوضع الأمني ..

وجدت الأستاذ عادل عبد المهدي قد كتب على موقعه موضوع تحت عنوان (إننا مسؤولون أيضا.. الكهرباء مثالاً).. والموضوع جدير بالاهتمام والتعقيب أيضاً..  وهذا نص ما كتبه الأستاذ عادل عبد المهدي :

إننا مسؤولون أيضا.. الكهرباء مثالاً
في 6/7/2011 كتبت الافتتاحية أدناه أعيد نشرها بسبب مشكلة الكهرباء وحلول فصل الصيف :
"هناك ثقافة عامة لدينا لتحميل الدولة كل المسؤوليات وإعفاء أنفسنا منها. بينما المسؤوليات مشتركة فلا يمكن للشعب ان يتقدم ويحقق مطامحه بدون ان يبادر ويأخذ دوره الاساس.. والعكس صحيح. فاستمرار تلك الثقافة تعبير عن تخلي الشعب عن دوره ومسؤولياته.. والاكتفاء بالتشكي والتظلم، وتقبل الاهمال والاستغلال.

بالطبع، لا يمكن للدولة التملص والقاء التبعة على اصحاب المولدات والمواطنين ونقص الاموال.. لكن هل نجلس مكتوفي الايدي؟ ففي لبنان –مثلاً- هناك نقص ايضاً.. وهو ما دفع المجمعات لتأسيس وحدات ذاتية. لم نكن لنقول ذلك لو ان مواطننا لا يدفع اليوم اثمان كهرباءه. لننسى - مؤقتا ً- دور الدولة، ولنفكر بجيراننا وابناء الحي.. فهل يمكننا ان نتضامن ونسعى لحل مشاكلنا او جزءاً منها؟ والارقام ادناه هي مجرد تصورات لنوضح ان المشكلة اساساً هي ليست مالية او فنية، بل تنظيمية.. فاذا كان صاحب مولدة يستطيع توفير الكهرباء لمئات البيوت؟ فلماذا لا يستطيع ابناء الحي من القيام بالامر نفسه؟ خصوصاً اذا ساعدتهم وزارة الكهرباء وربطت مولدتهم بالشبكة الوطنية عبر المحولة المحلية.

يمكن لمولدة بقدرة (250) "كي في" بكلفة (25-30) مليون دينار تقريباً ان توفر (1250) امبيراً تقريباً.. فيدفع كل دار (300- 360) الف دينار.. ستغطي (83) داراً، اذا خصص لكل دار (15) امبير/يوم.. لمدة (12) ساعة (كافية لمبردة بطن واحد، اضافة للاستخدامات العادية الاخرى). فاذا كان استهلاك المولدة (48) لتر/ساعة، اي (576) لتر/يوم.. وسعر الكاز بالسوق "السوداء" 800 ديناراً.. فستكون كلفة الوقود (460) الف دينار/يوم.. اي (13. مليون دينار شهرياً.. وباضافة العمل والتكاليف الاخرى فسنصل الى (14.5) مليون دينار شهرياً تقريباً.. فتقع على البيت الواحد (190) الف دينار شهرياً. وهو (حسب الحالات) نصف ما يدفعه المواطنون لاصحاب المولدات بدون "الدعم". اما حسب التسعير الحكومي للوقود (400 دينار/لتر) فسيقع على كل دار (89) الف دينار شهرياً تقريباً، بمعدل (5930) دينار/امبير.. وهو ارخص مما سيدفعه (للاشتراك في مولدة اهلية) حتى بعد تخصيص (400) مليون دولار لتوفير وقود مجاني لضمان (7000) دينار/امبير، اي (105) الف دينار شهرياً، لـ (15) امبير ولفترة (12) ساعة / يوم...

التعقيب :

أنا حاليا بصدد مراجعة كتابي الثاني عن الفساد في العراق تمهيداً لدفعه إلى المطبعة والكتاب تحت عنوان (الفساد في العراق .. مخاطره وسبل مواجهته ..) ومن يتكلم عن الفساد في العراق فانه من نافلة القول أن يمر بملف الفساد في الكهرباء .. وعليه فقد أحببت أن يكون تعقيبي على ما كتبه الأستاذ عادل عبد المهدي مما جاء في الكتاب حول الفساد :

ملف الفساد في الكهرباء :
يعتبر ملف الفساد في الكهرباء ملف نموذجي للفساد في العراق وللأسباب التالية :

1. بسبب أهمية الكهرباء الاستثنائية في حياة أي شعب من شعوب الأرض في الوقت الحاضر ومن بين تلك الشعوب شعب العراق طبعاً.. .

2. وبسبب ضخامة الأموال المصروفة خلال الأعوام 2003 ـ 2013 لضمان الحد الأدنى المقبول من الكهرباء .. .

3. ولأن مؤشرات قياس كم الفساد في قطاع الكهرباء واضحة ويمكن الوقوف عليها بسهولة قياسا بالقطاعات الأخرى . .

4. في قطاع الكهرباء بالذات مورست كافة أشكال الفساد..المالي ، الإداري ،السياسي ، فشل الأداء الحكومي ، السياسات الحكومية غير الرشيدة ، الرشا ، التدليس ، الكذب ، حماية الفاسدين ، المافيات ..الخ، حتى أنه يمكن تشبيه موضوع الفساد في قطاع الكهرباء في العراق بإحدى تلك المعارك النموذجية التي تُدرس في كليات الأركان العسكرية ، معركة العلمين أو معركة ديان بيان فو .. مثلا .. لتخريج ضباط أركان إستراتيجيين ذو كفاءة عالية . .

القصة من أولها:

ـ كانت الطاقة التصميمية لتوليد الكهرباء في العراق في عام 2003 حوالي 9000 ميكا واط غير إن الإنتاج الفعلي للكهرباء كان (4075) ميكَا واط هذا كان قبل بدء العمليات الحربية في عام 2003 انخفضت أثناء العمليات الحربية الى حوالي 700 ميكا واط .

ـ بحلول صيف عام 2003 كانت محطات الطاقة في العراق تولد ما مقداره 3000 ميكا واط .

ـ قام العراقيون بالاعتماد على أنفسهم لتوفير الكهرباء من خلال استيراد المولدات الصغيرة والمنزلية بعد إن رُفع الحصار وأطلاق الاستيراد بشكل سائب وفوضوي الأمر الذي رافقه توسع الطلب على المحروقات بشكل كبير وأشعل السوق السوداء.

ـ بسبب أهمية الكهرباء في حياة الناس والمعاناة المستدامة التي كابدها العراقيون منذ أواخر عقد السبعينيات من جراء النقص في الكهرباء فان الوعود بتوفيرها تستقطب اهتمام الناس في العراق مثلما تستقطب الوعود بالحلوى اهتمام الأطفال.. ومثلما لا يحترم الأطفال من يعدهم بالحلوى ويكذب فان عدم الإيفاء بالوعود بشان توفير الكهرباء لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن هضمه خصوصا وان المال متوفر والحاجة ماسه والصرف تم بإفراط.. وهذا ما حصل فعلاً..

تعالوا معي لتروا كم هو كم ونوع الوعود التي مورست على العراقيين :

1. بتاريخ 29/8/2003 أذاع بريمر بيانا على الشعب العراقي يقول : (بعد حوالي سنة من الآن ولأول مرة في التاريخ سوف يكون لكل عراقي في كل مدينة أو قرية الكمية التي يستطيع استخدامها من الكهرباء وسوف تتوفر له هذه الكمية 24 ساعة في اليوم ..)..وكذب بريمر .. .

2. صرح وحيد كريم وزير الكهرباء وبشكل متكرر بأن العراق مقبل على أن يكون بلد مصدّر للكهرباء وليس مستورد ..وكذب وحيد لمرات عديدة ولم يراعي اسمه في هذا المجال فيجعلها واحدة فقط.. .

3. رئيس الحكومة نوري المالكي كانت وعوده سنوية وفصلية ، تؤكد بان شحة الكهرباء باتت من الماضي . .

4. أما الذي بزَّ أولي العزم كلهم بتصريحاته النارية بشأن : جعل العراق مصدّراً للكهرباء في عام 2011 ومن ثم تحول فجعلها 2012 وأخيرا وليس آخرا تحول إلى ً 2013 فهو الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ..ولو حاسبه الله على هذه فقط لكان خالي الوفاض من كل ثواب جنته يداه.. .

5. نحن الآن في منتصف عام 2013 ولازال العراقي يقلب وجهه طيلة الـ 24 ساعه بين المصادر الثلاثة للكهرباء في العراق : الحكومية والأهلية والمولدة المنزلية وما زالت الشبكة العنكبوتية الخاصة بأسلاك المولدات الكهربائية في شوارع وأزقّة بغداد والمدن العراقية تحرم الناس من التمتع بزرقة السماء .

كلفة الفساد في قطاع الكهرباء في العراق :

يمكن الوقوف على ذلك من خلال مقارنة المبالغ المصروفة مع النتائج المتحققة وكما يلي :

أولا: المبالغ المصروفة على قطاع الكهرباء : .

1. المبالغ المصروفة على قطاع الكهرباء من الموازنات السنوية للدولة : ـ لغاية تموز 2012 : وطبقا لبيان وزارة الكهرباء بالذات فان موازناتها للمدة من عام 2003 لغاية عام 2012 بلغت 37 مليار دولار ( 16 مليار منها تشغيلية، أما المتبقي وقدره 21 مليار فقد صرفت على مشاريع الوزارة على حد بيان الوزارة..).
(بيان المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس ـ جريدة الصباح الجديد 24/7/2012 ) .. . ـ وبتاريخ 28/5/2013 عرضت النائبة مها الدوري وثائق رسمية تشير إلى البيانات التالية : . ـ المبالغ المصروفة على قطاع الكهرباء من الموازنات السنوية للمدة من عام 2003 ولغاية نهاية عام 2012 بموجب تلك الوثائق بلغت: 48 تريليون و286 مليار دينار عراقي وبما يعادل حوالي 41 مليار دولار أمريكي . .

2. المبالغ المصروفة من قبل الأمريكان على قطاع الكهرباء في العراق : . ـ خصص الكونكرس الأمريكي مبلغ 5,7 مليار دولار أو حوالي 30./. من تخصيصات صندوق أعمار العراق ( البرنامج الثاني) إلى قطاع الكهرباء وصرفت المبالغ عن بكرة أبيها..

ثانيا: النتائج المتحققة:

ارتفع توليد الطاقة الكهربائية في عام 2013 الى 6000 ميكا واط وأمس قالت الكهرباء بأن الطاقة التوليدية بلغت 8000 ميكا واط بعد ان كان التوليد الفعلي في عام 2003 وبعد العمليات الحربية هو 3000 ميكا في هذه الحالة فان طاقة التوليد المضافة خلال 10 سنوات تبلغ 5000 ميكا واط ..

ثالثا: الكلفة الحقيقية للانجاز :

معلومة مهمة : إقامة مشاريع توليد الكهرباء يوجد لها سعر عالمي نمطي ومعروف وهو 800 ألف دولار للميكا واط ، بمعنى انك لو أردت بناء محطة توليد بطاقة فان تحديد سعر المقاولة يتم على أساس عدد الميكاواط المطلوبة فان أردت بناء محطة كهرباء بطاقة 1000 ميكا واط فان المحطة تكلفك 800 مليون دولار تسليم مفتاح محسوبة على أساس : 1000 ميكا واط × 800 ألف دولار للميكا واط = 800 مليون دولار أمريكي .. . وبما أن الطاقة ارتفعت من 3000 إلى 8000 ميكا بمعنى 5000 ميكا واط فان المبلغ الذي يترتب عليك دفعه هو 4 مليار دولار.. ( في عام 2007 تعاقدت ليبيا مع شركة فرنسية لبناء محطتين لإنتاج الكهرباء سعة الواحدة منهما 1300 ميكا واط بكلفة مليار دولار للمحطة وبمدة انجاز سنة واحدة ، بمعنى أن إقامة محطتين لإنتاج 2600 ميكا واط كلف ليبيا 2 مليار دولار) .. . لكننا صرفنا 41 مليار دولار وعلى افتراض أن 14 مليار دولار تم إنفاقه على الجوانب التشغيلية ـ رواتب ومحروقات وصيانه ـ و27 مليار دولار فقط هو ما تم صرفه لبناء مشاريع إنتاج الطاقة .. فان الفرق أو الهدر أكثر من 23 مليار دولار أمريكي .. . 27 مليار دولار التي صرفت على الجانب الاستثماري من الموازنات العراقية أضف الى ذلك 5,7 مليار دولار مصروفة من قبل الأمريكان .. المجموع = 32,7 مليار دولار أمريكي.. في هذه الحالة فان مقدار المبالغ المصروفة التي لا تقابلها نتائج هي 28,7 مليار دولار أمريكي ..

ولتوضيح الصورة بصورة أكبر أشير إلى : .

1. أن الموازنة السنوية لدولة الأردن بقضها وقضيضها تبلغ 6 مليار دولار أمريكي فقط في حين ما تم صرفه على الكهرباء فقط 46,7 مليار دولار ( 41من الموازنات السنوية + 5,7 من خلال الأمريكان) .. .

2. إن المبلغ المشار إليه بعد خصم النفقات التشغيلية يبلغ 32,7 مليار دولار (27 مليار من الموازنات + 5,7 من خلال الأمريكان بإمكانه أن ينتج مشاريع إنتاج كهرباء طاقتها 38000 ميكا واط وليس 8000 ميكا واط .. .

3. أضف الى ذلك ان نسبة استغلال الطاقة المتاحة للمشاريع القائمة فعلا لا تتعدى نسبة 40 % ..

رابعاً:
هل أن كلفة ما تم إنفاقه على الكهرباء هي فقط ما تم تبديده من موازنات الحكومة على ضخامته ..؟. . . لا.. طبعاً.. فقد بينت آنفاً أن الناس في العراق ومنذ الأشهر الأولى من عام 2003 وبعد أن تيقنوا بان الحكومة لن توفر كهرباء يغطي ساعات اليوم , وحيث أن الاستيراد فتح ورُفعت قيود الحصار فقد توجهوا إلى مصدرين ..

الأول : شراء المولدات الصغيرة المنزلية :
وهذه تكلف (الصغيرة جدا) منها أكثر من 300 دولار أمريكي ، عمرها الإنتاجي سنة واحدة تقريباً ، ويصرف عليها خلال السنة لأغراض الصيانة حوالي 300 دولار أيضا إضافة إلى معدل 15 دولار يومياً ثمنا للبنزين والزيت يعني أكثر من 5 آلاف دولار سنوياً بالقليل ( العوائل الغنية ممن يتولون مناصب في الحكومة يقتنون مولدات أكبر وتستهلك وقود أكثر ) فإذن العائلة تصرف سنويا 5600 دولار أمريكي على المولدة المنزلية سنويا كمعدل..

الثاني : الاشتراك بخدمة المولدات الأهلية:
والتي انتشرت في الشوارع والأحياء السكنية بعد عام 2003 لتوفر للناس 6 ساعات كهرباء كأقصى حد وباشتراك شهري يبلغ مابين 50 ألف و100 ألف دينار شهريا ..يعني بالمتوسط 600 دولار سنويا ..

الثالث : كلفة الاشتراك بالكهرباء الوطنية ( الحكومية ):
قبل عام 2003 كانت قائمة الكهرباء الشهرية لا تتجاوز بأي حال 10 آلاف دينار لأنها كانت مدعومه..مثل المحروقات بالضبط التي كان سعر لتر البنزين 80 دينار بعد عام 2003 صار سعر اللتر 450 ألف دينار نسبة الزيادة مقدارها 500 % قائمة الكهرباء باتت بين 100 و300 ألف دينار ..والمتوسط 150 ألف دينار ..

ماذا يعني هذا ..؟. . يعني ببساطه الآتي :

1. ان ما تكبدته العائلة العراقية من جراء الكهرباء يبلغ: . ـ شهرياً: 467 دولار للمولدة المنزلية شراء وصيانة وتشغيلا .. + 50 دولار كلفة الاشتراك بالمولدة الأهلية.. . ـ سنويا: 5600 دولار للمولدة المنزلية ..+ 600 دولار كلفة الاشتراك بالمولدة الأهلية .

2. عدد نفوس العراق ( يكَولون ) 32 مليون ، حجم العائلة العراقية ( يكولون) 8 نسمات ( وعندما أقول : يكَولون ..فلأننا الدولة الوحيدة في العالم التي مضى عليها نصف قرن بدون تعداد سكاني )، هذا يعني أن عدد العوائل العراقية = 4 مليون عائله .. .

3. في هذه الحالة فان ما تكبدته كل العوائل العراقية خلال 10 سنوات كما يلي : .

1. للمولدة المنزلية: 4 مليون عائله × 5600 دولار × 10سنوات = 224 مليار دولار ..دولار ينطح دولار.. ولو كان العراقيون قد سلموا هذه الـ 224 مليار دولار لاشخاص نظيفين وكفوئين لبنوا لهم مشاريع كهرباء تبلغ طاقتها: 280 ألف ميكا واط

2. لمولدة الشارع : 600 دولار × 4 ملايين عائله ×10 سنوات = 2,4 مليار دولار وهذه ستجلب لهم 3 ألف ميكا واط . .

3. للكهرباء الحكومية : 150 دولار شهريا × 12 شهر ×4 ملايين عائله × 10سنوات = 72 مليار دولار وهذه ستجلب لهم 90 ميكا واط أيضا .. . فاذن مجموع الميكا واطات التي كان يمكن تحقيقها بما تكبده العراقيون من جيوبهم وليس من خزينة الحكومة لهم= 373 الف ميكا واط (224 +2,4 +72 =298,4 ÷ 800 ألف دولار للميكا واط ) .. .

4. في هذه الحالة فان ما تكبده العراقيون يكفي لبناء مشروعات كهرباء تكفي لحصول 46 دوله كل منها يحصل ما يحصل عليه العراق الآن. .

خامساً :
وهل أن الضرر بسبب الفساد في ملف الكهرباء يقف عند هذا الحد ..؟. طبعاً لا .. .

1. صدور العراقيين باتت خرخاشات من جراء ما تنفثه المولدات المنزلية والأهلية من عادم سام . .

2 . يعلم الله هسا الأوزون صاير مزق وفوق كل شارع ومحلة عراقية ثقب أوزون وجماله الفضائيات العراقية تشارك في يوم مكافحة التدخين العالمي ..!. .

3. قائمة الكهرباء الحكومية ارتفعت أسعارها رغم شحها وباتت العائلة مرغمة على دفع بحدود 100 ألف إلى 300 ألف دينار شهريا بالإضافة إلى قيمة الاشتراك في المولدة الأهلية إلى جانب ما تتكبده العائلة للمولدة المنزلية ..في هذه الحالة ..ماذا حل بالدخل الشهري للعائلة أو الدخل الفردي ..؟ بالحضيض .. وجماله ألجماعه يعتبرون 70 ألف دينار عراقي كدخل فردي هي الحد الفاصل بين الفقر واللافقر..!. .

4. اليوم تابعت مظاهرة أهل الناصرية وهم يهتفون: ( راح مجلس ، وأجا مجلس ..والمواطن دوم مفلس ...).. . بالمناسبه : طموحات العراقيين جد بسيطه وطلباتهم متواضعه وفي طفولتي أتذكر مظاهرة لأهل قضاء الخضر ( سابقاً ناحية ) وهم يهتفون : ( ماكو حكومه ونشتكي على البكَ ..والبكَ ماذينا ، وكرّص (....) .. ماكو حكومه ونشتكي على البكَ..)..

سادسا:
ملف الفساد في الكهرباء بالذات أقدمه دليلاً على صواب وجهة نظري القائلة بأن كلفة الفساد وضرر الفساد لا ينحصر في مقدار المبالغ التي يستحوذ عليها الفاسد من جراء إساءته للسلطة الممنوحة له كما تذهب إلى ذلك منظمة الشفافية الدولية ، وإنما كل الأضرار المالية وغير المالية ، المباشرة وغير المباشرة التي يتسببها المسؤول أو المسؤولون عن أداء مهمة أو عمل ما من جراء عوامل لا تكون من ضمن العوامل التي يمكن وصفها بالخارج التحكم من قبل سلسلة المسؤولية الموكول لها أداء عمل أو مهمة ما .. وإلا فانه إن تم اعتبار كلفة الفساد فقط تلك الكومشنات والاختلاسات في قطاع الكهرباء ..فمن المسؤول عن تلك المبالغ الطائلة التي تحملها المواطنون من جراء الفساد في الكهرباء ومن المسؤول عن الأرواح التي فقدت من بسب عدم انتظام خدمة الكهرباء في المستشفيات ومن المسؤول عن وعن وعن ..؟ العراقيون لم يقصروا وسائلهم في التعبير عن مكابدتهم من جراء الكهرباء بالهتافات فقط وإنما عبروا عن ذلك برسوم الكاريكتير أيضا.. .

فمثلا هم عبروا عن وجهة نظرهم في واقع توزيع الثروة في العراق بهذا الرسم : . وأيضاً عبروا عن وجهة نظرهم في وعود الحكومة بتحسين الكهرباء بهذا الرسم : . وعبروا عن خيبة أملهم في عدم تحقق الوعود بتحسين الكهرباء برسم خادش فضلت أن يبقى في الكتاب.. . بالمناسبه : .

1.موازنة لبنان لعام 2013 بلغت 13 مليار دولار وليس 118 مليار دولار مثل موازنة العراق. .

2. في الدولة الديمقراطية الشعب يدير شؤونه ألعامه من خلال ممثليه ..فإذا كانت الديمقراطية العراقية لا تنتج كهرباءً وجماله تتخلى عن وظيفتها في إدارة الشؤون العامة للناس فما مهنتها تحديداً...
 

 28 أيار 2013
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter