| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الخميس 12 / 2 / 2015 موسى فرج كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
القذف والتشهير وما بينهما
موسى فرج
بادئ ذي بدء أنا ضد الإعتداء على كرامة وسمعة الآخرين على طول الخط .. لكني أبين الآتي :
1. حرية التعبير التي حصل عليها الناس في العراق بعدعام 2003 لم تكن منحة وفي نفس الوقت لم يكن من شيم السلطات في العراق سواء قبل أو بعد 2003 إتاحة حق التعبير.. لكن الذي حصل وجعل حرية التعبير منفلته إنما كان من جراء توازن نفوذ مراكز القوى السياسية فالكتل ورؤوساء الكتل السياسية كانوا يقودون الركب في هذا الإنفلات لأن القدرة على كتم أفواههم ضد بعضهم غير ممكنه .. .
2 . عمليات الإعتداء على الآخرين قائمه في وسائل التواصل الإجتماعي أو في وسائل الإعلام المختلفة منها مايتعلق بإعتداء الأشخاص العاديين على بعض ومنها ما يتعلق بتلك الممارسة بين الأقوياء أعني الساسة والكتل السياسية ..ولكن هل ان هذين النوعين هما المستهدفان عملياً بالاجراءات القانونية ..؟ لا..لأن النوع الأول لا يُهتم به والنوع الثاني خارج المحاسبه .. يبقى النوع الثالث هو المستهدف وهو ايضاً ما يهمني فلست من ضمن الأثنين المار ذكرهما ..وهو إنتقاد المواطن للمسؤول الحكومي أو السياسي بسبب فساده أو فشل أداءه .. .
3 . الجهة المناط بها تطبيق القانون .. فيها مشكلتين :
الأولى : إنها ليست إداريه فيتم إختزال الإجرات ضمن وقت محدد وتنهي الموضوع وإنما قضائيه قد يستمر حسمها للقضية أشهر..
والمشكلة الثانية : ممارسة الضغوط على القضاء .. سأضرب لكم مثلاً حالة ميدانيه :
في أواخر عام 2004 كنت مفتش عام في إحدى الوزارات ووفقاً لواجبات وظيفتي أحلت الوزيرة للمحكمة بقضايا فساد .. قام أحد الأشخاص بنشر خبر صغير في صفحة المحليات في إحدى الصحف وبدون أن يقابلني أو يهاتفني ودون علمي .. يقول الخبر بأن المفتش العام فلان بن فلان أحال الوزيرة فلانه الفلاني بتهم فساد .. قام مذيع إحدى الفضائيات بقراءة الخبر من ضمن ما قرأه من أقوال الصحف .. ولكي تنتقم الوزارة مني قدمت شكوى جزائية ، وأخرى مدنية بطلب مليار دينار تعويض ضدي وضد رئيس تحرير الجريدة التي نشرت الخبر وضد المذيع الذي قرأ الخبر أثناء قراءته أقوال الصحف.. ولأن المستهدف هو رأسي فقد أبرموا صفقه ضدي مع المذيع ورئيس تحرير الجريدة بأن يتم التنازل عن الدعوى ضدهم مقابل أن يشهدوا بأني من أعطى الخبر وحصل هذا فعلا فتنازلوا عنهم وقبل أن يخلوا سبيلهما صاحا وهم في قفص الاتهام وانا أتوسطهم : يحيا العدل ..
صحت بيهم : جا وآنا..؟ فلم يأبهوا .. بقيت أنا .. الوزيرة كان زوجها رئيساً للعراق وصار رئيس كتلتها رئيسا لجمهورية العراق .. في كل مرة أراجع المحكمة يخبرني القضاة بأن مكتب رئيس الحمهورية يتصل بهم ضاغطاً عليهم يطلب إدانتي .. حتى أني زهكت وصحت : يابه دينوني .. ومن كثرة الضغط على القاضي الذي رفض إدانتي نقلوا القضية منه وكلفوا قاضيه فأصدرت هذه قرار إدانة ضدي بالحبس 3 أشهر مع وقف التنفيذ ..
المشكله مو بهاي .. المشكله أنهم وبمجرد ما يعرضون قرار الحكم على قاضي البداءه يحكم لصالحهم بالتعويض مليار دينار ومنين أجيب المليار .. قابل آنا فاسد ..؟
المدعي العام أثناء النطق بالحكم قال لي بصوت عالٍ وهو يقف بجانب القاضيه : أخويه روح ميّزه للقرار بسرعه .. رحت ميّزته للقرار كَلتلهم : ميخالف عمي آنا كلت الحجايه الزعلتكم ولو آنا ما كَايلها .. بس أقروا القانون شيكَول ..؟
القانون يكَول : لا يعتبر تشهيراً إذا أثبت المتهم صحة ما قاله .. وتفضلوا هذي قضية الفساد وهاي إحالتها للمحكمه وهاي إجراءات المحكمة المركزية ... فقررت محكمة التمييز إلغاء قرار الحكم وإلغاء التهمة الموجهة لي من أصلها وطلعت كما ولدتني أمي ...
قدموا إعتراض تمييزي للمحكمه ردتهم .. بس طوّلت الشغله 8 أشهر .. ومن ترهدنت وجهت كتاب رسمي للرئيس كَتله أشلون تحرّض ضدي وأنت حامي الدستور ..؟ إعترضت جهات قائلة : أشلون تكتب هيجي كتاب للريس ..؟ كَلتلهم : من يومي هذا طبعي ... هسا التشهير والقذف مو مشكله بس المشكله .. ما بينهما ...