| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

الجمعة 5/11/ 2010



 نحو انقلاب، أم كيف . . ؟ ! 
(2-2)

د. مهند البراك

من ناحية أخرى . . يرى متخصصون انه فيما برزت مخاطر انقسام ـ او تقسيم ـ البلاد في كل ظرف صعب مرّت به البلاد و دولتها، منذ قيام دولة العراق الحديث، و بتحريك و ارتباط بسياسات و اطماع دول المنطقة، من ايران و تركيا و الى عدد من الدول العربية ـ اضافة الى الدوائر العسكرية الإسرائيلية ـ ، و تم طرح مشروعات علنية وغير علنية و اخرى تستمر و تُعدّل . . من السابق و حتى الآن لدوائر ستراتيجية غربية تبحث في شؤون المنطقة (1) . . يستمر عدد منها بعد ان انتهى عدد آخر في اوقاتها بأن لجمتها مصالح الدول العظمى، التي ادّت حتى الى اعادة احتلاله . . مثلما قامت به القوات البريطانية، اثر الفشل المؤسف لحركة مايس 1941 و اعدام العقداء الأربعة . .
فإن مخاطر الإنقسام و التقسيم قائمة الآن في عالم المتغيرات . . قد يردعها الوجود العسكري الأميركي ـ النظامي و غير النظامي ـ من جهة. ومن جهة أخرى الإتفاقية الأمنية الستراتيجية الأميركية ـ العراقية، اضافة الى حاجة اكثر الأطراف المتنفذة الداخلية الآن، للدعم الأميركي لأهداف و اغراض كثيرة التنوع تخصّها هي، رغم اعلان عدد منها بغير ذلك . . و تعويل قسم منها على الدعم الإيراني وقسم آخر على دعم اوساط سعودية ـ عربية . . الذي يأتي بالحالتين بصفة دعم مالي فلكي او ارهاب ميليشياتي ديني طائفي، كما حصل مؤخراً في المجزرة المؤلمة التي راح ضحيتها الأخوات و الأخوة المسيحيين المتعبّدين في كنيسة " سيدة النجاة " في بغداد، و التي تلاها سقوط مئات المدنيين رجالاً و نساءً ضحايا العمليات الإرهابية التي شهدتها احياء العاصمة بغداد قبل يومين . .
التي دللت على تصاعد الأرهاب، و دللت آلياتها على الضعف المؤسف لسيطرة الحكومة الأمني، وعلى تأثيرات امتداد حالة اللاإستقرار و عدم توصل الفرقاء الى تشكيل الحكومة الجديدة بعد الإعلان عن نتائج انتخابات آذار المنصرم، و اوصلت كثير من الأوساط في الظروف شديدة الحراجة المتواصلة طيلة سنوات، الى تقبّل وجود القوات الأميركية و استمرار فاعليتها . . لضمان امنها و حياتها بتقديرها، اللذين لايتحققان حتى الآن .
واضافة الى ان الطرف الكوردي هو الوحيد الذي يعلن بوضوح قلقه من احتمالات تجدد النزاع العربي ـ الكوردي في العراق (2) في حالة انسحاب القوات الأميركية، استناداً الى واقع سهولة التهاب " المناطق المتنازع عليها " . . فإن النجاحات التي يحققها الحزب الجمهوري على منافسه الديمقراطي بقيادة أوباما في الإنتخابات النصفية للكونغرس و لمجلس الشيوخ الأميركيين، و ما سيتبعها .
صارت كلّها بتقديرهم، تشكّل سبباً هاماً الآن لدى الإدارة الأميركية لتواصل وجود قواتها في البلاد الذي ترغب به اطراف متنفذة في الإدارة الأميركية لضمان اهدافها و مصالحها في العراق و المنطقة رغم شروعها بسحب قسم من قواتها من جهة، و ترغب به اطراف اقليمية ايضاً بعكس ادّعاءاتها من جهة أخرى . . سبباً يتلخص بـ ـ حاجة الأطراف العراقية لأستمرار وجودها العسكري ، لتحقيق " الإستقرار" في بلادها ـ، و الذي يشكّل نجاحاً لما يطرحه فريق عمل نائب الرئيس الأميركي اوباما " جوزيف بايدن" .
الذي شكّل وصوله الى منصب نائب الرئيس اوباما، عدم ارتياح بالنسبة لعديد من الاوساط العراقية الرافضة لفكرة التعاطي مع فكرة تقسيم العراق, و التي ترفض حتى الفيدرالية، رغم انه قد يشكّل حلاً فيه واقعية في الظروف المتغيّرة و المتقلبة لعالم اليوم و للمنطقة بنظر الأوساط التي ترى أن خطة بايدن لاتذهب بعيدا في تقسيم العراق، بقدر ماتقترح حلا لتجاوز الصراعات المدمّرة العرقية بين العرب والأكراد والطائفية بين السنة والشيعة ـ راجع خطة بايدن في (1) ادناه ـ .

(يتبع)


4 / 11 / 2010
 

1. في التالي نبذة سريعة عن تلك المشروعات :
ـ عام 1943 . . مشروع المستشرق البريطاني المعتمد " هاملتون كاب "،الذي دعا فيه إلى تقسيم العراق، وإقامة دويلات للعرب والأكراد فيه، اثر حركة مايس 1941 و تصاعد المد القومي العربي التحرري في العراق .
ـ عام 1982 . . خطة الباحث الستراتيجي الإسرائيلي " اوديد ينون "، المتضمنة تقسيم العراق إلى دولة عربية في الوسط ودولة كردية في الشمال ودولة شيعية في الجنوب. راجع (مجلة كيفونيم) الإسرائيلية عدد شباط 1982
ـ حزيران 1982 . . مشروع صحيفة (هاأرتس) الإسرائيلية، الذي نص على " أن تقسيم العراق إلى ثلاث دول أحداها شيعية، والثانية سنية ،والثالثة كردية، هو من صميم المصلحة الإسرائيلية، و ان دخول العراق الكويت وابتداء حرب الخليج الثانية، يمهّد لتقسيم العراق.
ـ في الثمانينات (خريطة أوزال للعراق) في جريدة " حريت " التركية، حيث كان رئيس الوزراء التركي توركوت اوزال من أبرز الداعين إلى تقسيم العراق على أساس عرقي، كـ (شعوب عراقية)، ثم جمعه في كونفدرالية عربية كردية تركمانية ـ راجع أ . العلاف " وحدة العراق في عالم متغيّر" ـ . . فيما نشرت وكالات الأنباء العالمية حينها خطط الجيش التركي لأجتياح شمال العراق ـ كوردستان العراق ـ لإحتلال كركوك و آبارها النفطية براً مستفيدة من المعاهدة العسكرية الأمنية العراقية ـ التركية آنذاك، فيما تقدّم الجيش التركي داخل الأراضي العراقية متوغلاً بعمق 20 كيلومتراً ضاغطاً بذلك على حركة المعارضة الكوردستانية ـ الوطنية ضد الدكتاتورية .
ـ عام 2006 . . الوثيقة العلنية الرسمية الأميركية رقم 16 لتقسيم العراق، نشرتها " مجلة القوات المسلحة الأميركية " مع خريطتها للمنطقة / عدد تموز 2006 ، المسماة بـ "وثيقة الكولونيل رالف بيتر " والتي ترسم تقسيماً جديداً للمنطقة يتضمن تقسيم العراق إلى دويلات طائفية متنازعة، عبّرت عن رؤية المحافظين الجدد لشرق اوسط جديد، بنظر متخصصين . .
ـ 2007 . . دعوة السناتور "جوزيف بايدن" ، نائب الرئيس الأمريكي اوباما حالياً، الى تقسيم العراق الى ثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية، تتمتع كل منها بحكم ذاتي ـ فدرالي، في اطار دولة فدرالية موحدة ، مستفيداً على حد دعوته من نموذج البوسنة عام 1995 ، كجزء من خطة للانسحاب العسكري و اعادة تنظيم القوى، وعقد حلف عدم اعتداء على مستوى المنطقة . و قد رفض الإقتراح . . لأن فكرة التقسيم يعارضها العراقيون، اضافة الى غالبية الدول العربية و تركيا، اضافة الى ان تقديرات المحللين السياسيين تفيد و توصف ، " أن تقسيم العراق قابل لأن يجر إلى سفك هائل جديد للدماء في العراق و في الدول و المناطق المجاورة؛ فرغم تواجد السنة العرب كأغلبية في غرب العراق و كذلك الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب، تظل مدن العراق متميزة بتمازج كياناتها الطائفية والقومية . . و لا تمتلك خطوطا واضحة تفصل كل فئة أساسية عن غيرها. بل أن المدن العراقية في الفترة الأخيرة أصبحت أكثر تجانسا من السابق من حيث الاثنيات وعانت المناطق المحيطة ببغداد الكثير من التطهير الاثني " .
2. اضافة الى ما يجر الى نزاعات و صدامات اقليمية ـ كوردية ، و صراعات بين دول التواجد الكوردي " كوردستان ".





 

free web counter