| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

 

الأثنين 30 / 7 / 2007

 

 


كأس آسيا . . والآمال المقبلات !

د. مهند البراك

حقق المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم، اروع فوز له ولشعبنا في المباراة النهائية لكأس امم آسيا . واذ تعيش شبيبة واهالي العراق بكل اطيافهم، لحظة فرح يستبشرون بها بمستقبل افضل، يذكّر الكثيرون بقيمة المباريات الجماعية وقيمة الأنتصار فيها كتعبير عن انتصار العزم والتصميم الذي يعزز الروح المعنوية والأمل وارادة النجاح، كما اثبتت ساحات معارك الحرب العالمية الثانية وساحات معارك التحرير الكبرى في اسبانيا وروسيا وشيلي وغيرها .
ان انتصار منتخبنا الوطني والفرح الذي اطلقه رغم كل الجراح والدماء والسنة النيران والدخان وتهويم الكواسر والضواري ونعيب البوم . . لايعني الاّ ان هناك ارادة عراقية تتمثل بشبيبته الصامدة الصاعدة التي تسعى لأستثمار كل سانحة لتحقيق نجاح وانجاز ينثر الفرح والحب ويوجه الأنظار الى وجودها والى قدراتها الفائقة على تجاوز الصعاب، ان اطلقت طاقاتها وشجعت اتحاداتها ومنظماتها وتم الأهتمام بها والأصغاء اليها والى آمالها ورؤاها .
وفيما تذكّر النجاحات بطريق الدم الذي تعمدت به كرة القدم العراقية وتذكّر بشهدائها طارق نافع الأسود، بشار رشيد، عمار جابر ولعيبي فرحان ورفاقهم والعشرات من كل القوى الوطنية وكل المناضلين على طريقهم، من المناضلين الأخوين كوركيس والأخوين كمال وقيس شاكر، واسد . . وحتى نجوم الملاعب الذين استطاعوا اكمال المشوار؛ جمولي ، عموبابا، حامد فوزي، حسن بله، صاحب خزعل ولطيف شندل والعشرات من خيرة اللاعبين العراقيين والدوليين.
اضافة الى المعلقين والأداريين والمتخصصين سواءاً الذين قضوا كضحايا لظلم واغتيالات النظام الدكتاتوري كالمعلق الدولي ابراهيم اسماعيل " برهوم " ومحرري صحيفة " الملعب " وغيرهم اومما عاناه العشرات من عاملي ومحرري الصحافة الرياضية، بسبب سياسات التبعيث سيئة الصيت .
اضافة الى المعاناة المتنوعة من التعذيب والسجون والتشريد للمئات من ابطال الملاعب وفرق واتحادات وملاعب المحلات الشعبية ... في بلاد عشقت كرة القدم، كما عشقتها وتعشقها شعوب وشبيبة العالم النامي بخلاياه التي تنبض بها محلاته واحياءه الشعبية مجسدة ارادة الحياة والصمود والفرح . . التي جمعت وتجمع اوسع الأوساط الشبابية واكبر الطاقات، والتي مرّ وتدرب في مدرستها المئات والآلاف من رجال السياسة والحكم ورجال الثقافة والعلوم والأبداع .
الرياضة الشعبية التي لم تشكّل اعباءاً مالية ولا هدفت الى تربية ذل ومهانة، وانما علّمت على انتزاع النصر والفرح للناس . . وجسّدت ارادة وآمال ابناء الفئات والطبقات الفقيرة الذين لمعوا بها بدرجة ما اتقنوا فيها فن التحلي بالمُثل العليا في السلوك والعمل الجماعي، وبالتالي في النضال كتف لكتف ومن مناولة الى مناولة . . ومن طيف الى طيف لتحقيق النصر لكل اطياف العراق .
ان النصر العراقي الكبير في جاكارتا الذي اشغل ويشغل وسائل الأعلام العالمية، والذي هزجت ودبكت له ملايين العراقيين رجالاً ونساءاً متحدين الموت، والذي صفّقت ورقصت له الملايين من شبيبة وشعوب العالم تحية وتضامناً مع الشعب العراقي باطيافه للخلاص من محنته التي تهزّ الضمير في العالم . . ومن اجل حق العراقيين باطيافهم رجالا ونساءاً واطفالاً بالحياة والفرح .
لم يكن الاّ رداً هائلاً على فتاوي تحريم لعبة كرة القدم وتحريم لبس الملابس الرياضية ( التي تكشف العورات)، وعلى كل الأعمال السوداء الرامية الى انتهاك الحُرُمات باسم الحُرُمات، وعلى عمليات اختطاف واغتيال الرياضة والرياضيين ومتخصصيها، ورداً على المحاولات المحمومة التي سعت وتسعى الى تحطيم الفرحة والتعاطف معها، خوفاً من تحوّلها الى اعمال منظّمة للشباب تثبّت مبدأ المواطنة على اساس ترابط الحقوق والواجبات بالهوية الوطنية.
وخوفاً من تنامي وتبلور وصحوة نبل وعزم الشباب وارادته في الحياة والفرح والحب والتآخي، الذي لايهدد الاّ مخططاتها الرامية الى اشاعة الأحتقار للرياضة ولكرة القدم تحديداً . . التي لاتشكّل الاّ استمراراً دموياً لما اتبعته الدكتاتورية، حين حاولت السيطرة عليها وتسخيرها لها بسياسة الجزرة والعصا ، وحين حرّمت معاهد الرياضة والفن والمعلمين على غير منتسبيها، في سياستها الرعناء في تحطيم مؤسسات الفعل والتحشد والتنظيم الجماعي، لفرض سيطرتها وتوجيهها للمجتمع وجهتها التي فشلت، بعد ان كبّدت العراق شعباً وشباباً خسائر هائلة لايزال يأنّ من نتائجها المريعة .
بل هي في صراعها المحموم ذلك تنسى ان المراجع الدينية والأنظمة التي شرّعت تلك الممنوعات، تراجعت عنها ورضخت لأرادة وآمال شبيبتها التي تشكّل النسبة العظمى الفاعلة من شعوبها، وتشكّل عماد حياة بلدانها . . ولتثبت بما لايقبل الجدل ان وجهتها تلك لاتمت للدين بصلة وانما لاتهدف الاّ الى محاولة كسر شوكة العراق كشعب وشبيبة متنوعة الأطياف، التي منها وفيها تتكوّن وتتعمد مواقفه واراداته . . ومنها وبها تنبع دولته البرلمانية الفدرالية الموحدة .


30 / 7 / 2007