| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

 

الأحد 20 / 5 / 2007

 

 

" المؤتمر الثامن " انتصار لكل التيار الديمقراطي !
 

د. مهند البراك

في ظروف غاية في الصعوبة والمخاطر، معبئة بدخان الأنفجارات والصدامات المسلحة والأغتيالات والحرائق، وفي ظلّ تفاقم الصراعات المدمّرة من اجل السلطة والنفوذ، باسم الطائفية والأثنية وبنشر الجهل والخرافة ومعاداة المرأة ومحاولات تحطيم ارادة الشباب وتطلعهم العادل من اجل حياة حرة ومستقبل افضل .
وفي ظروف تفاقم معاناة اوسع الأوساط الكادحة تحت وطأة الأرهاب واستمرار تواجد القوات الأجنبية وواقع الأحتلال، وضياع اوسع اوساط الطبقات والفئات الوسطى، وفي ظروف تشتت التيار الديمقراطي على مجاميع وافراد اغلبهم في الجوار وفي خارج البلاد، في زمان تتبعثر فيه المعارف والآداب والثقافة، وتنتشر فيه ثقافة العنف والنواح واغتيال الآخر .
عقد الحزب الشيوعي العراقي بنجاح مؤتمره الثامن في العاصمة بغداد، بعد شهور من مختلف التحضيرات وبعد مناقشات علنية صريحة مسّت الكثير من اسسه للمرة الأولى ، تناولت كل جوانب حياته ونشاطه . . وبرعاية ومساهمة ابرز قيادييه السابقين ووجوهه وكوادره .
لقد التأم مؤتمر الحزب رغم الحملات التي لم تنقطع في استهداف واغتيال وجوهه وكوادره ونشطائه، والتي استهدفت وتستهدف تحطيمه او شلّه عن ممارسة دوره، بعد عقود طويلة من سياسة الحديد والنار التي واجهها وراح ضحاياها واكتوى بنارها المئات والآلاف من خيرة عضواته واعضائه. وحيث عقد بحضور مندوبات ومندوبين من اغلب مدن وحواضر البلاد اضافة الى وجوه وطنية وعمالية ومثقفة بارزة . . شهدت وتشهد بمواقفها ساحات النضال الوطني ومعارك البلاد من اجل الحرية والخبز والديمقراطية طيلة اكثر من نصف قرن مضى، في طول البلاد وعرضها . . ومن مختلف مدنها واريافها وجبالها واهوارها، ومن خارج البلاد.
ورغم عدم انتشار وثائقه التي عدّلها واقرها المؤتمر بعد، فان المؤشرات السابقة الذكر، وما ترشح من تصريحات وبيانات سواءاً في المؤتمر الصحفي او من اعضاء قيادته المنتخبة الجديدة حتى الآن .... يدلل على تعزز النهج الواقعي في سياسته وتعزز الديمقراطية الداخلية اكثر، وعلى التوصّل الى صياغة ملموسيات عراقية افضل، وفق المنهج العلمي .
ان انعقاد المؤتمر في بغداد العاصمة، وفي ظل كل الظروف المارة، اعطى ويعطي دفعة قوية وأملاً وفعلاً جديداً لكل قوى التيار الديمقراطي واليسار والعلمانية، التي كان قد شكّل لولبها الفاعل طيلة اكثر من نصف قرن من جهة، اضافة الى ما ترشّح عنه من تعزز دعوته لكل القوى الديمقراطية من خلال صياغات غلب عليها طابع " لنعمل معاً وبمختلف الأجتهادات الديمقراطية . . ولنناضل كتفاً لكتف " بعيداً عن اسلوب الوصاية التي غلبت طيلة عقود مضت .
من ناحية اخرى، فان عقد المؤتمر في الداخل العراقي وفي العاصمة بغداد الآن، وفي ظروف استقرار اعداد كبيرة من رجال الحكم والدولة وسلطاتها الثلاث في الجوار وفي خارج البلاد، وفي ظروف تتزايد فيها الهجرات الى خارجها بسبب الأرهاب والموت وتفاقم سياسات التفرقة الدينية والطائفية والأثنية . . يشكّل موقفا صلباً داعياً الى التشبث بالبلاد ويشكّل تثبيتاً لمنارة الدعوة الى الأيمان بـ " الشعب المضيّع والمكبّل " * الذي تشرّدت وتتشرّد ملايين منه في البلاد وفي الحدود وفي الشتات، وتعاني اوسع اوساطه وفي العاصمة بالذات من الخوف وانعدام الأمان .
واخيراً ولكل الظروف وبتقدير اوساط واسعة من ذوي الخبرة . . لاينتظر من مؤتمر يعقد بهذا العزم والتصميم ورغم كلّ المخاطر الاّ المزيد من التحام الحزب باوسع الجماهير والفئات الشعبية الكادحة، وبالتالي غذّه السير نحو دور فاعل كالذي شهد له به تأريخه . . وفق الواقع القائم وبه نحو آفاق اكثر اشراقاً !

20 / 5 / 2007
* عن قصيدة الصمود الشهيرة، " انا يا اخي . . آمنت بالشعب المضيّعِ والمكبّلْ "