| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مهند البراك

 

 

 

الأحد 18/ 1 / 2009



التصويت لـ " مدنيون " . . تصويتاً للتقدم !
(2-2)

د. مهند البراك

وبعيداً عن التقوقع والحزن على ما مضى . . و بعيداً عن اليأس والدوران في " كُنّا و كان " دون السعي لأستلهام دروسهما، و بعيداً عن الدوران في فلك حركة حدّ منها منطق هيمنة ساد و افل ، وساد ويأفل . . فأن الحياة كي تتواصل ، لا تكفّ عن التطلّع الى الحركة في افلاك اوسع تدعو الى التفاعل مع الواقع والتجدد من خلاله، فالتفاعل الذي توفّره الفرص على ثغراتها يصلّب الجديد ويقوّيه ويزيد قدراته . . ويزيد آهليته لمواجهة واقعه و يزيد من حماسه على العمل الدؤوب لسد نواقصه وتجاوز قصوره ، ليكون المنشود القادر على التواصل في الظروف القائمة الأكثر تعقيداً . .
ويرى مجربون ان الحركة لابدّ منها للحياة و التواصل، ويذكّرون بما قالت به الأمثال فـ " الحركة بركة " و " الثعلب الجوّال احسن من الأسد النائم " و " الباب المغلق يفتح دونه الف باب ". . واخيرا فلابد من التواصل مع الحركة التي تجري ولاتنتظر، بل انها تُغيّر وتُبدّل و تُطوي، لتُطلّ على أفق جديد . . . فكما الأمس ليس اليوم ، فالغد ليس اليوم ايضاً، ولكن . . تبقى الدروس و العبر .
وفيما تسعى حكومات الأستبداد الى الأبتعاد عن الأنتخابات و الى منعها . . لخوفها من انكشاف ثغراتها و انكشاف عورات رجالاتها، ولخوفها من انفلات الأوضاع بوجه استبدادها وظلمها بسبب تحريكها، و لخوفها من انهيار جدران دولتها . . و تسعى الى التزييف والأرهاب والتخويف بل والى الصدام ان فُرضت عليها، بل و لتصل حدّ تعليق نتائجها و عدم العمل بها، كما حدث في دولة عربية كبرى بالأمس القريب . .
فان القوى التقدمية تنشدها و تنتظرها للتعريف ببرامجها و مناهجها، ولتحسينها باللقاء باوسع الأوساط الشعبية و بمناقشتها الحيّة بلا رتوش و قيود . . و لتتعرّف وتتبنىّ المطالب المستجدة و الأكثر الحاحا بحركة تفاصيلها المحلية. .
انها تنشد الأنتخابات لتجدد شبابها و لتدلل من جديد و لمن فاته و لمن لايعرف . . على استمرار وجود قطب المطالبة بالديمقراطية والدولة البرلمانية المدنية . . حيّاً واعداً ، و انه لاينتهي مادام هناك ظلم و استغلال و استهتار، وانه باقياً ليس كنداء فقط، بل مجسداً في مواقع وفي حركة تتسع نحو السيادة و التحرر، نحو النور .
و لتدلل ان الساحة ليست خالية ولن تخلى . . لقوى بعينها تستغل الدين والمذهب و تعمل على تكريس الطائفية المقيتة وعلى الدوس على حقوق المرأة العراقية الباسلة بلا حسيب ولا رقيب . فيَنْشَدُّ ازرُ السائرين وتتشجّع الأوساط الشعبية اكثر و اكثر على السير نحو السائرين . . ثم على السير معهم و معاً و كتفاً لكتف . . نحو آفاق افضل للجميع، شيباً و شباباً ، نساءاً و رجالاً ومن كل الأطياف، في مسيرة شاقة كثيرة التعاريج ، تعجّ بالجهل والخرافات المتنوعة التي تُضَخّ من قوى متجبّرة في العالم والمنطقة لتضاف الى . . اوهام و احلام (التحليق) التي يحاول التلويح بها بعض ممن كانوا يوماً ، وصاروا بعيدين عن شعب يطمح بالعيش بسلام و لو بمراحل و خطوات.
و يرى كثيرون ان استهانة البعض بالقوى الوطنية و الديمقراطية العراقية دون النظر الى آفاقها لايشكّل الاّ خسارة له . . لأن الواقع و الظروف الدولية والأقليمية اضافة الى الداخلية و ما افرزته تجربة الدورة السابقة صارت جميعاً تدفع اكثر الى دعم قوائم اليسار والتمدن والديمقراطية الإجتماعية و الفكر القومي التحرري . . وفق مصادر و جهات مهتمة محايدة متنوعة .
انها تحفّز وتدفع اوساط تلك القوائم والمحيطين بها ، الى العمل اكثر على تحقيق نجاحات لها، للبدء بكسر انواع الحواجز المقامة بوجهها، كمنابر وكتيار يُنتظر منه الكثير لتعديل المسيرة ولشق الطريق من اجل السيادة الكاملة و من اجل حق شعبنا بالحياة والحرية كشعوب العالم . . ومن اجل انهاء نظام المحاصصة المعرقل والمفتت للصفوف ، و من اجل حقوق كادحي اليد والفكر من كل الوان الطيف العراقي القومي والديني و المذهبي و الفكري . . و للنجاح في التصدي للأفساد والفساد والتزوير، و التصدي للخرافة والجهل والفقر و المرض ومخاطر المخدرات..
ان اوساطاً واسعة تنظر بامل الى ما يمكن ان تحققه قوى " مدنيون " والقوائم الوطنية الديمقراطية المعروفة و السائرة على هدي " المشروع الوطني الديمقراطي " ، بوجوهها رجالاً ونساءاً ، وتتفاعل اوساط متسعة ممن تنشد التجديد مع الأنتخابات . . . انتظاراً لبديل افضل من جهة و من اجل تلاحم و رصّ حركة جماهيرية اوسع تناضل من اجل الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة التي تضع قضية تقديم الخدمات في المرتبة الأولى . . على اساس ان التقوقع و عدم استثمار الفرص المتاحة ـ مهما كانت ـ لن يجلبا الاّ الأختناق !!



18 / 1 / 2009

 

¤  التصويت لـ " مدنيون " . . تصويتاً للتقدم ! (1-2)

 

free web counter