|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  30  / 10 / 2019                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

     

المشاركة الكبيرة لأهالي محافظة النجف والكوفة في الانتفاضة الشبابية

د. كاظم حبيب
(موقع الناس)

لم تتخلف أي مدينة في جنوب ووسط العراق، ومنها العاصمة بغداد والأقضية التابعة لها، عن المشاركة الجادة والمسؤولة والفاعلة في الانتفاضة الشبابية والشعبية التي انطلقت في الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019، التي ستبقى مستمر لتحقيق أهدافها المنشودة، والتي تركز على المطالب الوطنية والمهنية الكبيرة والتي تجسد الأوضاع المتردية والسيئة جداً التي أوصلته إليها النخب الحاكمة الطائفية والفاسدة بقيادة الأحزاب الإسلامية السياسية الفاسدة التي ضربت وتخلت عن هوية المواطنة العراقية الموحدة والمتساوية وأحلت محلها الهويات الفرعية القاتلة وأججت الصراعات الطائفية والقتل على الهوية لفترة طويلة وسمحت للإرهاب الدولي ان يغزو العراق من بوابات كثيرة، لاسيما بوابة الموصل، وما نجم عن ذلك من اجتياح وسبي واغتصاب ونزوح وتهجير وقتل وتعذيب. ومدينتا النجف والكوفة، تشاركان في الانتفاضة الشبابية من أوسع أبوابها. وإليكم التقرير المهم والوافي الذي وصلني من صديق فاضل ومواطن أمين على وطنه وشعبه ومشارك في هذه الانتفاضة الوطنية الرائعة.

"في يوم ٢٥ أكتوبر الحالي بدأت المرحلة الجديدة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية وفي مدينة النجف والتي توصف بأنها مركز التشيع في العالم وتحتضن المرجعيات الدينية...ففي مساء ٢٥ أكتوبر توافد عشرات الآلاف غرهم من الشباب إلى ساحة ثورة العشرين... وبدأت كراديس منها بالتوجه إلى المحافظة ومجلس المحافظة وقد قام المتظاهرون بإغلاق الباب الرئيس للمحافظة وإغلاق مجلسها غير الموقر ...وكتبوا لافته (مجلس المحافظة.. مغلق بأمر الشعب) ... وقد تفاعل قادة القوات الأمنية مع إرادة المتظاهرين.. ولم يحصل أي احتكاك مع المتظاهرين... وفي اليوم التالي استمرت التظاهرات وبكل سلميه... وفي اليوم الذي تلاه أي ٢٧ اكتوبر يوم الاحد دخل طلاب جامعة الكوفة وعدد كبير من طلاب المدارس الثانوية إلى المعترك الاحتجاجي الكبير ... حيث انطلق ألوف الطلبة من باب جامعة الكوفة والذي لا يبعد كثيرا عن ساحة الاعتصام ومن جنوب وشرق وغرب الساحة كان هنالك تناغم رائع مع الآلاف من طلاب المدارس وبعض الكليات الحكومية والاهلية والذين توافدوا وبتنسيق ممتاز إلى ساحة الاحتجاج والتي غصت بعشرات الآلاف من المتظاهرين.

وفي صوره لم يشهدها تاريخ النجف على الإطلاق...نصبت الخيم بالعشرات وكتبت الشعارات ومن أهمها (الشعب يريد ...اسقاط النظام) و (إيران بره بره ... بغداد تبقى حره) ..وشلع قلع كلكم حراميه ...الشعب يريد تغيير الدستور ....ولا نريد دوله طائفية و(يا عمار يزباله يا قائد النشاله) وشعارات كثيره جدا ولافتات خطها بعض المحتجين على صدورهم...وما ميز هذه الاحتجاجات هو حضور نسائي كبير ...عززه طالبات كلية الصيدلة وهن يرتدين الصدريات البيضاء وزميلات لهن من طب الكوفة وكلية الهندسة وقانون الكوفة وكليات ومعاهد أخرى... وبعد أن انسحب بعض الطلبة مؤقتا...فأن الآلاف من الشباب من غير طلبة الجامعات ... من الموظفين وأصحاب المهن الحرة والعاطلين عن العمل توجهوا وبانسيابية كبيره ودخلوا ساحة الاعتصام المركزي في النجف...واليوم وخلال تواجدنا وبشكل شبه دائم...لاحظنا ما يسر الصديق ويغض اعداء العراق ...حيث العشرات من الخيم والتي تم نصبها بسرعه كبيره.. تقوم وعلى مدار الساعة بتوزيع المياه المعقمة الباردة ومختلف أنواع الاغذية من الوجبات السريعة.. وبكميات كبيره جدا ...ولوحظت دلال القهوة العربية تتوسط بعض الخيم التي نصبتها بعض العشائر. ولابد أن أشير الى ان هنالك نشاطات فنية ومسرحيات جميله واغاني وطنية تقام في ساحات الشرف تلك وغير ذلك، كما خصصت بعض الخيم للحلاقة المجانية وأخرى يتواجد فيها فنانون وخطاطون يرسمون الإعلام العراقية على وجوه وايادي بعض الشباب الراغبين بذلك، وقد لاحظت صفاً طويلاً من الشباب ينتظرون دورهم ولكي توصم وجوههم واياديهم بعلم العراق الجريح ...وبوصف بسيط دون تهويل او تزويق...فإن ساحة الاعتصام في النجف أصبحت ((مزارا للعوائل النجفية.. حيث يزورها المئات من تلك العوائل بنسائها واطفالها الحلوين حيث تزدان اياديهم ورؤوسهم بأعلام عراقية ذات احجام مختلفة...مزينين سياراتهم بعلم العراق الشامخ والتي يتركوها بمسافه بعيده عن ساحة الاعتصام وبسبب الأعداد الهائلة للمعتصمين والزائرين... اتمنى ان اكون قد قدمت وصفا بسيطا وواقعيا عن ثورة الأول من أكتوبر الشعبية العراقية 2019.

اما ما يخص توجهات الشباب المعتصمين... فإنهم يرفضون جميع الحلول الترقيعية ولا يقبلون الا بطرد ومحاكمة كامله لكل رموز النظام ...ونقرأ ومن خلال أحاديثهم الواقعية رفضهم لكل الأحزاب الدينية ويقولون بأنها سبب كل معاناتهم وآلامهم.. واخيرا فإن ساحات الاعتصام أصبحت مزاراً للأخيار." اكتفي بهذا القدر وواثق من أن هذه الانتفاضة الباسلة ستحقق المنشود والمطلوب منها لصالح دولة المواطنة الديمقراطية والحكم الديمقراطي والمجتمع المدني الحر، ويتخلص من الطائفيين والفاسدين والانتهازيين الذين أغرقوا البلاد بدم الشباب العراقي وبالجرحى والمعوقين. الذكر الطيب للشهداء والشفا العاجل للجرحى والمعوقين والنصر للشعب على النخبة الظالمة والمستبدة في العراق.




 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter