| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 1 / 10 / 2024 د. كاظم المقدادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
ملف:
في الذكرى الخامسة لإنتفاضة تشرين المجيدة (1)
إعداد: د. كاظم المقدادي *
(موقع الناس)في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024 حلت الذكرى السنوية الخامسة لإنتفاضة تشرين المجيدة التي أطلقتها الشبيبة العراقية الشجاعة وواصلتها مع القوى الوطنية المدنية والديمقراطية واليسارية والمنظماتت الشعبية والنقابات المهنية المطالبة بوطن وبحقوق الشعب المشروعة،وفي مقدمتها الحياة الكريمة والديمقراطية الحقيقية والعدالة الإجتماعية، في ظل الدولة المدنية وسيادة المؤسسات الدستورية والقانون..
وقد رفع المتظاهرون السلميون خلال الإنتفاضة شعارات سياسية عكست المواقف والمطالب الملحة لغالبية العراقيين، في رفض منظومة المحاصصة الطائفية والإثنية والفساد، والمطالبة بوطن خال من الفساد والسلاح المنفلت، وفيه تحترم الحريات وتصان الحقوق ويتمتع المواطنون بالعدالة الاجتماعية.
وقد سجل التأريخ العراقي لشباب وشابات الإنتفاضة الباسلة، بكل جدارة وإستحقاق،أنهم جيل عراقي أصيل، جيل واعي، وراقي ، جيل الشجاعة والرجولة والنخوة والغيرة والشهامة والعزة والكرامة.. أنهم الجيل الذي تنبأ به شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري قبل عقود:
“سينهض من صميم اليأس جيلٌ مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد
يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد”
وأوصى شاعرنا الخالد وكأنه بينننا الآن:
قل للشباب تحفزوا وتيقظوا وتأهبوا للنائبات..
وفعلآ سرعان ما أصبحت إنتفاضة تشرين .. ثورة وطن عارمة، وغصت ساحات التظاهر بملايين الشباب والشابات، والرجال والنساء، وكبار السن، وكان الجميع حريصاً على إدامة الثورة وإستمراريتها. وسجل المتظاهرون المنتفضون ماَثر هي فخر وإعتزاز العراقيين الأصلاء، ولن ينسوها.,
شبيبة الأنتفاضة، وشهداؤها، وجرحاها، هم شابات وشباب العراق الواعين .. الجيل العراقي الذي لم يعد يسكت على الظلم والجور، ولا على الذل والمهانة، ولا على الأستبداد والعمالة.. فتصدوا، بكل أباء ، للظالمين والمستبدين والولائيين لغير العراق والقتلة ، بكل سلمية، ممتلكين العزم والشجاعة والأقدام بابهى تجلياتها..
ولا أدل على ذلك من إسترخاص شباب وشابات الأنتفاضة لأغلى ما يملكون (الحياة)، وهم في عز الشباب وعنفوانه، في سبيل الخلاص من نظام فاسد جثم على صدور ملايين العراقيين ،ً ولم يجلب للغالبية العظمى منهم سوى تفريق المجتمع طائفياً ومذهبياً، تأجيج النعرات والفتن والأحقاد والظغينة، جنباً الى جنب إشاعة الجهل والتخلف والظلامية، ونشر الفقر والجوع والمرض، بعد ان نهب ثروات البلد،وإستحوذ على أملاكه، بإسم الدين والدين منه براء، وعاث في العراق فساداً وخراباً وظلماً، بكل خسة ودناءة، وسلط المليشيات المسلحة والمافيات وعصابات الجريمة المنظمة، التي مارست القتل العمد والقمع الدموي، وكأنه لم تكف العراقيين معاناة وفواجع الكوارث التي عاشوها طيلة أربعة عقود في ظل النظام الدكتاتوري البعثي الفاشي..
وفاءً لدماء شهداء تشرين وللتضحيات الجسيمة لآلاف المصابين والمعوقين جسدياً، نستذكر أنتفاضة تشرين، ونستمد منها العبر والدروس، ونواصل المسير لنعيد وهج الإنتفاضة ونجددها حتى تحقيق كامل اهدافها في التغيير الشامل والجذري، ودحر منظومة المحاصصة والفساد،ورميها في مزبلة التأريخ، وبناء الدولة المدنية،دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية،وسيادة المؤسسات القانونية..
لقد سقط بالرصاص الحي ،والقنابل الغازية السامة المميتة، والسيوف والخناجر والهراوات، أكثر من ألف شهيد وشهيدة، وأصيب أكثر من 30 ألفاً اَخرين، منهم نحو 7 اَلاف معوق جسدياً بعاهات مستديمة. وعدا هذا هنالك المئات من المختطفين والمعذبين والمختفين قسراً في أقبية السلطة، ولليوم لم تكشف عن مصيرهم، بل وتنكر إختطافهم.
وقد عمدت المنظومة السلطوية الى منع الطب العدلي من تسليم جثامين الشهداء لذويهم إلا إذا قبلوا ان يكون سبب الوفاة غير أثناء التظاهر، وقد قبلت أكثر من 100 عائلة ذلك بدافع إكرام الميت دفنه.والى جانب ذلك شنت الأجهزة القمعية حملة تشكيك بأعداد الشهداء، ساعية لتقليل العدد، وقد إنطلى ذلك على الكثيرين.
وبهذه المناسبة العظيمة أود ان أنوه بان الصحفي الأستقصائي حسن نديم أنجزعملآ ضخماً، موثقاً أسماء شهداء تشرين في جميع ساحات التظاهر والإحتجاج، من حيث الإسم الكامل، وسنة التولد،والحالة الإجتماعية، والمرحلة الدراسية، والمحافظة، وتأريخ الإستشهاد ومكان الإستشهاد وبعض ما عُرِفَ عن الشهيد من صفات حميدة.وقد أفلح بتوثيق هذه المعلومات لـ 173 شهيداَ من 12 محافظة،منهم 52 شهيداً في ذي قار و50 شهيدا في بغداد، 16 شهيداً في البصرة، و12 شهيدا في ميسان، و10 شهداء في الديوانية، و 9 شهداء في واسط، و 8 شهداء في النجف، و 7 شهداء في بابل. و 5 شهداء في كربلاء، وشهيدين في ديالى وشهيد واحد في السماوة والأنبار
ونشر نديم ما أنجزه في " الحوار المتمدن"، العدد 7019 ، في 14/9/ 2021 بعنوان:"قائمة أسماء جميع شهداء ثورة تشرين في جميع ساحات التظاهرات من 1 تشرين الأول/اكتوبر/2019 الى نيسان/ابريل 2021. وعددهم 628 شهيداً وشهيدة. وفي العدد:7152، في 4/2/2022، تحت عنوان "كتاب عناق الارواح | الكتاب الاول الذي يوثق جميع شهداء إنتفاضة تشرين، وعددهم اكثر من 1000 شهيد وشهيدة إستشهدوا أثناء قمع التظاهرات السلمية خلال الفترة تشرين الأول 2019 الى شباط/ فبراير 2022.
من جهته، وثق تقرير ( يونامي) الثالث، الذي شمل الفترة من 5 / 11 الى 9 / 12/ 2019، كنتائج أولية، 170 حالة وفاة و 2246 إصابة وسط المتظاهرين السلميين.
وقد أضفنا الى قوائم نديم العديد من أسماء الشهيدات والشهداء، التي لم نجدها في قوائمه ووجدناها في قوائم نشرها " الطريق"، وفي " طريق الشعب"، وعلى غوغل واليوتوب والفيسبوك، سننشرها جميعاً.
* أكاديمي عراقي متقاعد،متخصص بالصحة والبيئة وبالأضرار البيولوجية لإستخدام ذخائر اليورانيوم المشعة