| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

 

الأحد 29/11/ 2009



الكويتيون وشبح الماضي

جواد وادي
Jawady49@hotmail.com

هل أن الكويتيين محقون في هذا التوجس من مخاوف تكرار ما حدث من كوارث بسبب احتلال الطاغية وطغمته الغبية لهذه الدولة الصغيرة والآمنة؟
هل أن ما وقع من أحداث رافقت الاحتلال للعراقيين يد فيها أم إنها مغامرة صدامية صبيانية هوجاء وغبية؟
هل أن من المروءة أن يؤخذ العراقيون بجريرة فعل ذلك الأهوج وزبانيته وطباليه من عراقيين وعرب وحتى من خارج رقعة الوطن العربي المنكوب بطغاته ومن يصفق لهم؟ وهذا ليس استدرارا لعواطف بل مجرد دعوة لتنقية القلوب والعقول.

أليس من الواجب والأخلاقي على الأحبة الكويتيين أن يقفوا إلى جانب الشعب العراقي الذي تخلص من اعتي نظام فاشي وسفاح، ووضع اليد باليد من اجل ترميم الفتوق، ولا أقول نسيان ما حصل لان الجراح أعمق من أن تخفف بفترة زمنية وجيزة؟

تشغلنا العديد من الأسئلة والتي ينبغي أن تتحول إلى برامج عمل إذا ما أراد الكويتيون أن يتوجهوا إلى الشعب العراقي الخارج للتو من محرقة البعث سيما أن هذا الشعب المنكوب لا زال محاصرا بطقوس النحر البعثي القذر وبمعونة وتنفيذ قتلة القاعدة والمليشيات المجرمة وعصابات مريضة هي من بركات ما صنعه صدام بالشعب العراقي حين حشره في مختبراته الرثة ليخرج أبناؤه من أجيال عولجت في تلك المختبرات بكفاءات للإجرام والقتل والإبادة للآخر وكأنها روبوتات عليها أن تنفذ أهداف من يحركها وباتت هذه العقد المرضية ظاهرة ملازمة لمجتمع كان فيما مضى منصرفا للفكر والمعرفة وبناء الإنسان والتشبث بموروثه الحضاري والتاريخي والفكري الذي كانت تلك القيم وما زالت مثار فخر وعزة لكل العراقيين، إنما كان البعثيون من ألد أعداء النهوض الفكري للعراقيين لان جلهم من المتخلفين والعاطلين فكريا وأبناء شوارع من مرتادي بيوت الدعارة والأمكنة الموبؤوة فكان طبيعيا أن تكون نتائج حكمهم تتعكز على الكوارث والحروب والقتل والذبح وإلغاء الآخر والغباء والهمجية بأبشع صورها.
أما كان الأخوة الكويتيون يعرفون مفاصل ذلك الحكم الأجرب ونوازعه وممارساته التي طالت دول الجوار وغيرها من تدخلات وملاحقات وتصفيات للمعارضين العراقيين حيث كانت سلطات تلك الدول ودولة الكويت واحدة منها بأجهزتها الأمنية تسلم الهاربين من فتك النظام لبلطجية صدام ليتم إعدامهم على الحدود وفي التو والحين؟

نحن لا نريد أن نعيد ونذكّر ونحرّض الآخرين بما قامت به هذه الدول من إسناد مادي وامني وسياسي وإعلامي لنظام البعث المجرم لأننا إن تطرقنا بالتفاصيل لهذا الموضوع وقدمنا الأدلة والبراهين وبملفات لا تقبل الطعن والتسويف لوضعنا تلك الأنظمة كلها ودون استثناء في قفص الاتهام وبالتالي يتوجب إن تدفع هي بدورها ثمن إسنادها لذلك النظام القاتل ومطالبة ضحايا نظام صدام بالتعويضات ومحاسبة كل من أمد النظام المنهار بأي نوع من الدعم وستكون الطرق كلها سالكة للمحاسبة والمطالبة بإعادة الحق للضحايا ووضع الأمور في وضعها الطبيعي . وهذه المطالبات متيسرة وليست صعبة التحقيق.

نريد من الإخوة الكويتيين أن يضعوا كل هذه الأمور نصب أعينهم لكي لا نعطّل كل مجساتنا وننط على الحقائق ونحاسب الأبرياء الذين هم ضحايا الإخوة قبل أزلام النظام لان هذه الأطراف كانت أدوات تنفيذ خطيرة. ولا اعتقد أن إخوتنا في الكويت العزيز لا يعرفون ولو من باب الخجل الأخلاقي الدور الذي قدموه للبعث المجرم، على الأقل ذلك الدعم الإعلامي الواسع حتى إننا كنا نسمع أن مقالات الصحف الكويتية كانت تكتب في سفارة النظام البائد لترسل للنشر. أليس من الشجاعة الاعتراف بهذه التفاصيل وإنصاف الشعب العراقي المظلوم بشجاعة وحب وتقرب للعراقيين والعراق، الذي يتوجب، وهو كذلك، أن يكون ظهيرا وخير عون للكويت والشعب الكويتي المكتوي بذات النار التي ظلت تأكل الأخضر واليابس في العراق الجريح.

ما أضرنا وحز في نفوسنا أن يصل لأسماعنا،ونحن في مغتربانتا، بين الفينة والأخرى ما يصرح به المسوؤلون الكويتيون وبعض برلمانييها وإعلامييها تكرار إعادة مطالب يتوجب على العراقيين الالتزام بها وضرورة تنفيذها وكأنهم يريدون معاقبة الشعب العراقي، وكان من الأولى بهم مباركة العراقيين بالتخلص من الكابوس البعثي وتقديم كل وسائل الدعم لتثبيت دعائم النظام الجديد الذي كان من أولى التزاماته عدم التدخل في شأن الدول المجاورة واحترام سيادة كل دولة، وعلى الكويت الذهاب بعيدا في إظهار حسن النوايا والتسامح وإسقاط ديون العراق تلك الديون التي أسقطتها دول غير شقيقة، وغيرها من التدابير دعما وإسنادا لما حدث واحتراما لمبدأ الجوار والأخوة والتضامن الصادق لان قدر الكويت أن يظل ملازما للعراق بجوار جغرافي، ويقينا انه قدر جميل لعظمة العراق، لولا الشروخ التي ليس للعراقيين يد فيها.

أخيرا نطلب صادقين من الإخوة في الكويت أن يتزنوا أكثر وينظروا بعيدا إكراما لمستقبل الأجيال القادمة والتي لا خيار لها غير التساكن بمحبة وآلفة وحسن نوايا. أملنا أن تسعدنا الأخبار القادمة ويتعظ العقلاء لنطمئن أكثر على مستقبل البلدين الجارين والشقيقين.







 

free web counter