| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الجمعة 28/12/ 2012                                                                                

 

والله خزيتونا يا ساسة العراق

جواد وادي

إرهابيون بجلباب السلطة
هل عاد العراق مضربا للأمثال الساخرة تمنح الناس عربا كانوا أم غيرهم متعة من الضحك والقهقات، لأنهم ببساطة ونحن معهم، نجاريهم تقشيباتهم بسبب هذه المستملحات المضحكة المبكية، على ما يدور على المسرح السياسي العراقي الهزيل ونحن مهضومين وفي غاية الإحباط، لأننا لم نجد تفسيرا لما يحصل من مهازل سياسية باتت ضربا من المخازي والعار جلبه ساسة العراق على أنفسهم قبل أن يجلبوه على العراق والعراقيين، مقارنة ببلدان خلق الله من العرب وغيرهم التي تسيرها وتتحكم فيها ضوابط سياسية وقانونية وأخلاقية وفكرية مستمدة من دساتيرهم وعقلانيتهم.

ورغم كل المساوئ التي تكتنف المشهد السياسي في بلدانهم، فانها تبقى على مسافة كبيرة بين الحالتين، إذ أن الوضع في العراق بات مستعصي الفهم حتى على جهابذة السياسة في العالم.

من سمات الوضع العراقي الطائفية، والمذهبية، والمناطقية، والعرقية، والعشائرية، كل هذه المفردات رغم سوئها ومقتها، تبقى مفهومة الأبعاد والنوايا ومن يختبئ وراءها ومن يباركها من السياسيين الطائفيين الجدد في كل توصيفاتهم، سنة وشيعة، عربا وكردا، مسلمين ومسيحين، وأصبح العراقي الذي إستمالوه في غفلة من الوقت، وسحبوه خداعا حيث يخططون، ليضحي بصوته لهم، وكأني به كان يصوت لدفن كل آماله بعد التغيير، غافلا لخبايا اللعبة وشيطنة التجار الطائفيين، حين رفعوا وقتها شعارات كاذبة ومزيفة، الغرض منها وصولهم لكراسي السلطة ومن ثم إدارة الظهر لمن صوت لهم، والشواهد على الأرض لا تحتاج لإثباتات حتى لمن يسكن مجاهل الكرة الأرضية.

كل هذا التحايل بات مكشوفا ومعروفا، ويقينا أنه أعطى درسا بليغا لكل العراقيين بمراجعة المواقف وتصحيح المسار مستقبلا، سيما أن الإنتخابات على الأبواب.

لكن يبقى امر إزدواجية التصرفات الغريبة، يلفه الغموض والإلتباس ولا يمكن فهمه مطلقا، لأنه بات ضربا من الأحاجي، ذلك أن من يقبل يالعمل التوافقي السياسي لإقتسام السلطة والغنيمة على حد سواء، وتسلم مسؤولية إدارة البلد في أي مركز حساس، إن كان في مجلس الرئاسية أو السلطة التنفيذية أو التشريعية أو الأمنية أو غيرها من المسؤوليات الحساسة، والتي تشكل مفاصل الحكم، بإداء القسم واليمين، لنكتشف يوما بعد آخر أنه متآمر، وراعي للإرهاب وخيمة يحتمي فيها القتلة والمجرمون وقطاع الطرق، وبقرائن لا يطالها الشك، مصدرها أعترافات المقربين لهذه الشخصيات ومن يعمل تحت إمرتهم، لتطال جرائمهم كل شرائح المجتمع العراقي، بكل إنتماءآته دونما تمييز للعرق والمذهب والقومية وبأدوات تنفيذ من الدولة، أموالا وأسلحة ورجالا ومعدات؟

من من جهابذة السياسة وعلم الإجرام الدولي، له القدرة في فك هذا اللغز المحير وهذه الطلاسم التي وصلت من الهلامية بحيث لا يمكن تصديقها!

لماذا كل هذه الجرائم تخرج من تحت عباءة أعلى مسؤول في السلطة، كنائب لرئيس الجمهورية مثلا؟ ووزير المالية؟ موضوع تناولنا الآن، ونواب برلمانيين؟ ومسؤولي أحزاب تشارك في السلطة؟ ولها وزراء ونواب برلمان وسفراء ووكلاء وزارات وهلم مصائبا وكوارثا…؟؟

من يتطوع مشكورا لفك رموز هذا الملف الخطير؟

طيب… يا فخامة نائب الرئيس، ويا معالي الوزير، ويا حضرات النواب، ما الهدف من إرتكابكم لهذه الجرائم التي يندى لها جبين آكلي لحوم البشر وليس الناس الأسوياء؟ وماذا ترومون من وراء ذلك؟ وكيف لكم أن تفسروا ما حصل وما يحصل ليفهم الرأي العام المغلوب على أمره حقيقة الأمر لهذا الملف الملتبس وأنتم قد نلتم ما لم تحلمون بعشر ما أنتم عليه من حضوة وإمتيازات ونفوذ غير محدود، علما أنني أنا شخصيا، غير مستعد، لمنح معظمكم مهمة عربنجي، الذي هو أشرف وأنقى من معظمكم.

لماذا أنتم بهذا القدر من العدوانية لأنفسكم قبل العراق والعراقيين، لتشيعوا القتل والتخريب؟ هل هي حالة مرضية؟ أم أنكم تسعون لأعادة المجد البعثي التلفان بهذه الطرق الإجرامية؟ وهل هذا هو السبيل الحضاري لتكون معاولكم للهدم أعلى من سلطة القانون؟ أم أنكم أدمنتم سفك الدماء، وعاد ديدنكم في العيش وأنتم تستنشقون رائحة الدم البشري للأبرياء من ضحاياكم، وقد وصلتم بالبلاد لحافة الخراب، لتكملوا مهمة البعث الصدامي في ترك البلاد أرضا محروقة دون بشر أو ضرع، لتهنأ نفوسكم المريضة؟

وأنتم غارقون في النعمة ولا من يحاسبكم على ثرائكم الفاحش وإمتيازاتكم التي لا حدود لها؟

نحن لسنا مع الحكومة ولا مع أحزاب السلطة الحاكمة ولا مع أي كان من المستكرشين الجدد، نحن مع العراق أرضا وشعبا، وعليه يكون كلامنا لا غبار عليه، لأنه ببساطة كلام من تورم قلبه من هكذا أفعال مجرمة، تصدر من مسؤولين كنا نتوسم فيهم خيرا، لخروج العراق من محنه التي تركها لنا حكم المقبور صدام، وإذا بنا نفاجأ بوجود ثلة من مسؤولين، فاسدين وقتلة. ولا قيمة عندهم للبشر، فمن يصدق أن هؤلاء كانوا ضحايا لجلاد العراق، وهم بهذا القدر من السادية والإجرام، كما أثبتت الوقائع.

إننا ندين وبشدة أي تجاوز خارح الصلاحيات التي يخولها القانون، وخصوصا تلك المداهمات الخطيرة والتي نفذتها وما إنفكت الأجهزة الأمنية، بطرق تكون أحيانا غاية في السادية والإنفلات الأخلاقي، ولنا شواهد عدة في ذلك، إنما ينبغي اتخاذ الإحراءآت التي من شأنها أن تعطي صورة حضارية لهذه الأجهزة، حتى وإن بلغ الملف المطلوب غاية الخطورة، لأن في النتيجة أن هذه الأجهزة تتعامل مع بشر وليسوا بهائم، مثلما كان النظام الفاشي المنهار يفعل دون أدنى ضوابط أخلاقية، ولا أدنى احترام لآدمية البشر، إذا كنا نريد بناء دولة مؤسسات، لا دولة عصابات يتحكم فيها بلطجية وجهلة لا يعرفون غير لغة الكرباج. وينبغي أن يكون الدستور بتطبيقاته القانونية هو الفيصل في كبح جماح المتهورين من بعض أفراد أجهزة الأمن والساهرين على تطبيق القوانين المرعية.

وعليه فهل من المعقول أن يوجه إتهام بهذه الخطورة لأعلى مسؤول في هرم السلطة، جزافا وبجرة قلم؟ والقرائن تثبت بالأدلة القطعية ومن خلال المنفذين لهذه الجرائم، بإعترافاتهم هم، وليسوا بالعدد اليسير، بل بالعشرات؟ وهل من الممكن تصديق أن الإعترافات انتزعت عنوة من هؤلاء المجرمين والقتلة؟ وما الهدف من وراء ذلك؟

دعونا نصدق لثواني ما تذهبون اليه…! لنسألكم كيف يتم اصدار خمسة أحكام بالإعدام لفخامة النائب من أعلى هيئة قضائية وباشراف قضاة تسعة، وبأدلة لا يطالها الشك؟

كيف يتسنى لنائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس البرلمان وكبار الساسة في إئتلاف العراقية، بتكذيب كل هذه التهم التي باتت جرائم خطيرة فعلا وهم المسؤولون عن أمن البلد وحماية المواطنين، كما أقسموا على ذلك؟

أما كان الأجدر بكم إلتزام الصمت ومتابعة الأحدات بروية وحكمة يفترض أن يتحلى بهما كل سياسي رصين ووازن، يعرف حجم المسؤولية الملقاة عليه، وحين يثبت العكس فإنكم تمتلكون من القدرة السياسية والقانونية لمحاسبة كل من لفق هذه التهم ومتابعته قضائيا ليتحول هو وأمام الملأ من متِهم إلى متهم، وعندها تكونون مواطنين بحق وقد أبعدتم البلد من شرور الفتنة اللعينة والتي إذا ما اشتعلت ستحرق الجميع دونما تمييز، فلا تكونوا مغالطين للحقائق؟

ما نلاحظه ونراقبه ويقض راحتنا من خلال الفضائيات، بأننا في دولة مليشيات، وعشائر متناحرة، وجيوش تتربص بعضها للبعض الآخر، ومسؤولين لا يدركون خطورة أفعالهم، وهم يؤلبون الناس للإحتراب الطائفي وما ألعنه؟

دعوا القضاء يأخذ مجراه، إن كنتم فعلا حريصين على إظهار الحقائق، لتتبرأ ساحة منتسبيكم من المسؤولين، تحت أي مسمى، لا أن تثيروا هذا الصخب بتوظيف مفردات طائفية بات العراقي على علم بشيطنتها وأهدافها الخبيثة ونواياها الخطيرة، لتشيع الإحتراب بين أبناء الشعب العراقي المتحاب والذي تخلص من رداء الطائفية، ذلك الكساء الرث الذي كم سعيتم لتنظيفه دونما طائل، لأن كل مياه الكون لا تنظف أدرانه، وأفعالكم الخبيثة هذه ليس لها أي تفسير سوى الجعجعة بلا طحين، لا أهداف لها سوى بث الفتنة وتطبيقا للمبدأ المتهاك. فرق تسد لتفرغ لكم ساحة الخراب وتدمير العراق.

والله خزيتونا يا ساسة العراق

وخلاصة القول صدق سارد المثل القائل :

اللي بعبة صخل يمعمع

ولله في خلقه شؤون

ولك الله يا عراق
 



* شاعر ومترجم وكاتب عراقي مقيم في المغرب




 

 

free web counter