| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الخميس 25/2/ 2010



الشيوعيون أنقى من أن تطالهم الألسن الرثة

جواد وادي

رغم أنني تركت الحزب منذ أكثر من ثلاثة عقود لأسباب لا مجال لذكرها الآن وعشت بعيدا عن العراق طيلة هذا الوقت الطويل إلا إنني لا زلت احمل لهذا الحزب العتيد وفاء يطوق عنقي أسوة بالعديد من الأوفياء الذين يردون أبجدية الوعي الحقيقي الأولى لذلك الحزب وقادته الذين ما تركوا الجانب الفكري والوطني والالتزام الأخلاقي بالمبادئ النبيلة أبدا بل كانت كل تلك القيم منهاجهم الحياتي ونبراسهم لاستنارة الطريق مجبولين على النزاهة والنقاء وعدم المساومة على وطنيتهم ومبادئهم أبدا حتى وان كلفهم حياتهم وظلت تلك القيم منارة لنا ونحن في الغربة حيث لم نساوم ولم نتهادن برغم حالات التشرد والعوز وتهديدات البعث المقبور وملاحقاتنا المتواصلة حتى ونحن في المنافي وباتت مفاهيم الفكر الشيوعي منهجا حياتيا نعتز به حافظ على نقائنا إزاء مغريات البعث التي انهار أمامها العديد من المتطاولين الآن على مسيرة الحزب ووطنيته وقيمه الخالدة ورغم بعض المحطات في مسيرة الحزب التي تعتبر أخطاء انتقد الحزب تلك المرحلة فما كان الحزب أبدا يوصف بالقمعي والتصفوي ويتصف بالفساد وغيرها من القيم الدونية التي كانت لصيقة لمعظم الأحزاب إن في السنوات الغابرة ام أثناء حكم البعث الفاشي وصولا إلي يومنا حين انتشرت أحزاب لم تكن معروفة زحفت كالطفيليات على المشهد السياسي وتفرغت للفساد والنهب ومصادرة الحريات ونشر المليشيات المجرمة وتفشي الرشوة والنهب وإكمال ما تركه النظام الصدامي من تخريب ودمار في كل مفاصل الحياة العراقية حتى تحول العراق من أفقر دول العالم وهو العائم في بحيرات البترول وافسد دول البسيطة في حين كان العراقي من اشرف مخلوقات الله حرصا على المال العام إنما المرارات المتلاحقة والأوجاع حولت القيم النبيلة إلى أخرى مشوهة إبان الحكم البعثي ليزحف الخراب إلى آدمية البشر لتعم ذات الرذائل لما نعيشه الآن وصار الفساد سمة الوضع الحالي فأين دور الشيوعيين في هذه الفوضى؟

يعلم جميع السياسيين إن البرلمانيين المتميزين قيما وعملا ونشاطا دائما وهما أبو داوود ومفيد الجزائري من انقي اعضاء هذه المؤسسة وأنبل منتسبيها وهذا باعتراف أعضاء مناوئين للفكر الشيوعي ولكن من باب الإنصاف ومن بين وزراء فاسدين كان السيد وزير التكنولوجيا أنظف وزير وأنبل شخصية وطنية مشهود لها بكفاءتها وهناك العشرات من الأمثلة التي تثبت وطنية الشيوعيين العراقيين ونقائهم وتفانيهم في مهماتهم الوطنية، فأين هو السوء الذي يتحدث عنه السيد الشابندر الذي يتصف به الشيوعيون ليبوبهم هذا السياسي اللوذعي بأنهم اخطر من البعثيين؟ ولماذا اختار هذا الشاهبندر هذا الوقت بالذات لإطلاق رذائله ضد اشرف فصيل سياسي عراقي منذ كان هو لا يزال يحبو وكان الشيوعيون يدفعون بقوافل الشهداء للوصول إلى ما هو عليه الآن ليخطط للوصول إلى مركز رفيع في السلطة القادمة ولعله سيرفع الشعار سئ الصيت والذكر (الشيوعية كفر والحاد) الأمر الذي أعطت هذه الفتوى التأشيرة لشن حرب إبادة ظالمة ضد الوطنيين الأحرار من الشيوعيين، انه يبحث في دفاتره القديمة لإيقاف المد الشيوعي القادم وهكذا يفعل دائما المفلسون سياسيا وأخلاقيا؟

لا يوجد أي عراقي لا يحترم هذا الفصيل المناضل ويعترف بكفاءته السياسية والفكرية ناهيكم عن مواقفه الوطنية المشرفة وليذهب ذوو العقول الموبوءة والمتشككون لسجل التضحيات ويقف على آلاف الشهداء التي قدمها الحزب قرابين على مذابح الحرية ليعبدوا لطويلي الألسن ومشتتي الفكر من سياسي العراق من أمثال الشاهبندر فرصة امتلاك ناصية القرار السياسي والحكم باسم تلك التضحيات وفي ذات الوقت التنكر لها والانكى من ذلك الإساءة لها بطريقة رثة يعرفها القاصي والداني ولا نعرف أين كان هذا الشاه بندر أيام معارك النضال لحزبنا العتيد.
ولمثقوبي الذاكرة والضمير نسلط هنا بعض المحطات المشرقة والمشرفة للحزب الشيوعي لتلجم الأفواه الرثة والألسن الطويلة. ويبتعدوا عن المزايدات علي حساب من علمهم أبجديات السياسة والوطنية الحقة.

تمر السنوات تباعا والمسيرة تتواصل رغم محاولات الحاقدين والموتورين وذوي العقول المثخنة بالحقد والبغضاء إزاء مسيرة حزبنا الشيوعي المتماسكة والعراق ينتقل من محنة إلى أخرى وحزبنا الشيوعي الباسل ما اهتزت ولا هانت عزيمته يوما رغم البلاوي والنكبات المرعبة، كل عام يحيي الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم وكل الخيرين في العالم بهذه المناسبة التي تجاوزت الاحتفال التقليدي الخالي من أي معنى ليتذكر الجميع تأريخ وطن عاثت فيه الأحداث المخيفة وشعب واجه أشرس صنوف الإبادة والقهر والموت وظل الحزب وعلى امتداد عقود الظلم والملاحقات ونوايا اقتلاعه من الأرض العراقية راسخا حيث وظف الأفاقون والفاشست من البعثيين وغيرهم كل الوسائل القذرة واللا أخلاقية للقضاء على هذا الحزب العصي على الانكسار فخابت كل محاولاتهم ولاحقتهم اللعنة وألان فهم يذوقون مرارة أفعالهم الخسيسة تلك التي أودت بحياة الآلاف من خيرة ما أنجب العراق العظيم من رجالات أذهلت القتلة بصمودها وعنادها ومواجهتا لشتى أنواع القهر منذ بدأ الحزب خطوات التأسيس الأولى فلاقى المناضلون الشيوعيون وعلى رأسهم الخالد فهد ورفاقه الميامين الملاحقات والعسف الرهيب ليضربوا بصمودهم المثال الأسمى لطبيعة الشيوعي ومدى تشبثه بمبادئه وإيمانه بقضايا شعبه واستعداده على البذل والعطاء من اجل أن تظل راية الفكر خفاقة ونحن في حضرة هذه المسيرة الظافرة نتذكر الصمود المذهل الذي حير الجلادين ولحد ألان لكوكبة الحزب من قياديه الأبرار الذين ضربوا أروع ملاحم البطولة في مواجهة التعذيب والموت والقتل الأرعن وكلنا ينحني أمام كوكبة الحزب الأولى حين صعد الرفيق فهد ورفاقه الأفذاذ إلى منصة الإعدام وحتى وهم في لحظاتهم الأخيرة وحبال الغدر ملفوفة على أعناقهم لجأ الجلادون إلى المساومة معهم للتخلي عن حكم الإعدام لقاء التنكر لمبادئهم والعودة إلى حياة الذل والمهانة لكنهم أبوا تلك المساومات الرخيصة حين أعلن الخالد فهد وبصوت أرعب الجلادين( الشيوعية اقوي من الموت وأعلى من أعواد المشانق) فكان بمواصفات القائد والبطل الأسطوري المؤمن بمقدساته وفكره النير وعشقه للوطن وللشعب المكافح وهم ذاهبون إلى النهاية ولكنها نهاية جسدية وبداية البناء الحقيقي للإنسان العراقي القادم، وبهذا الفعل البطولي ضرب قادة الحزب الإبطال مثالا في الوفاء الذي لا يتزعزع للمبادئ الخيرة مما أعطى المناضلين من بعدهم شحنة من الصمود والوقوف بوجه اعتي وأشرس نظام فاشي مر على تأريخ البشرية منذ انقلاب فبراير(شباط) 1963 المشئوم الذي خططت له مخابرات الدول الامبريالية ونفذه قادة البعث المجرم وأعوانهم فمارسوا شتى طقوس الإبادة الفضيعة بحق الشيوعيين مناضلين ومناضلات واستباحوا دمائهم وأعراضهم بوسائل قذرة ومقززة وكان نصيب قادة الحزب الميامين الحظ الأوفر من وسائل التعذيب المجرمة حتى الموت فقطعوا جسد الخالد سلام عادل اربأ ولم يتزعزع قيد أنملة أو يفضي بسر للجلادين حتى قضى في أقبية الموت البعثية وهاهو المفكر عبد الجبار وهبي الذي نشروه الى نصفين وهو حي بطريقة همجية وموغلة في السادية وذلك محمد حسين أبو العيس والعشرات من العقول النيرة من خيرة أبناء العراق الأشاوس إضافة إلى الموت الجماعي لمناضلي الحزب وهتك أعراض مناضلاته. كل هذه الأفعال المجرمة وبقي الحزب شامخا ووفيا لمبادئه مما أذهل الأعداء والمتربصين به وحتى الجلادين انتابتهم الحيرة من هكذا مواقف بطولية غير مصدقين هذا الوفاء للحزب ومبادئه حيث هم أنفسهم يفتقرون إلى هكذا وفاء وهم أول من تخلى عن انتمائهم عن حزب البعث بعد أن وجه لهم عبد السلام عارف أول صفعة فتسابقوا للتوقيع عن براءتهم من حزب البعث الفاشي خوفا من السجن لا صحوة ضمير.

لتعود عجلة الخراب من جديد ويقود البعثيون العراق إلى خاتمة الفناء حين جاءوا ثانية بانقلاب دموي آخر عام 1968 وكان مصدر خوفهم هو الحزب الشيوعي المعروف بصموده وتفانيه من اجل مبادئه وللبعثيين تجربة مع الحزب وهم يعرفون إلى أي حد تمتد جذور الحزب في الوجدان العراقي وفي الذات العراقية الوفية لهذا الحزب المتجذر في الأرض العراقية ومن هنا كان مصدر قلقهم. فكانت فترة هدوء ما قبل العاصفة حين وظفوا كل أحابيلهم اللعينة لاستمالة الحزب والاستفادة من استحواذه على الشارع العراقي فكان لهم ما أرادوا، ولا نريد هنا أن ندخل في تفاصيل مريرة وقاتلة ساهمت في انتكاساتنا ومواجعنا بسبب تلك الأخطاء البلهاء التي كان للحزب في مكابداتها النصيب الأوفر من موت وقتل وتشريد وعذابات أحرقت الأخضر واليابس ولكننا بصدد هذا الصمود المذهل وبقاء الحزب الشيوعي رافدا للحركة الوطنية دون أن تلين شوكة نضالاته رغم الأهوال التي واجهها ومحاولات تفتيته والقضاء عليه لكن كل محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح وبقي الحزب الشيوعي العراقي سامقا كنخيل العراق الباسق.
لا يمكن لهذا الشابندر ان يتجاهل هذا التاريخ المفخرة أم انه يحرك بداخله خزين الحقد الذي ورثه من سابقيه من بعثيين وبعض المعممين لاقتلاع جذور الحزب التي هي جذور الملايين من نخيل العراق الضاربة عمقا وتمسكا بالأرض المقدسة فيهات له ولغيره أن ينال ذرة من سمعة وتاريخ ونقاء وصدق ووطنية هذا الحزب المكافح ومنخرطيه الأوفياء للمبادئ النبيلة وهيهات للأعداء والحاقدين أن يدقوا إسفين العداء بين الحزب وبين الشعب العراقي الأصيل الذي يقينا سيرتمي بأحضان هذا الفصيل النقي والمكافح وسنرى ما تؤول إليه نتائج الانتخابات التي هي على الأبواب يا سيد شابندر.
 

 

free web counter