| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الثلاثاء 12/1/ 2010



من هو الفاجر يا عريفي؟

جواد وادي
Jawady49@hotmail.com

رغم أنني لا شأن لي بالدين لموقفي منه منذ نعومة أظفاري لكنني نشأت على احترام شريحة المتدينين خصوصا لأقراني من جيلي ممن كانوا لا يخفون انتماءهم لهذا المذهب أو ذاك رغم أن الإعلان عن الانتماء للمذهب كان امرأ معيبا وغير محبب ولم نكن نعلم تبعية الأصدقاء لمذاهبهم أو أديانهم أو حتى قومياتهم كان زمنا جميلا وعلاقات إنسانية في غاية النقاء والاحترام للآخر معتبرين انتماءنا الأول والأخير للعراق والتفاخر بهذا الانتماء.

الم يكن ذلك الزمان المأسوف عليه أنقى وأكثر تحضرا وعقلانية من زماننا الرديء هذا؟
لم يكن يخطر ببالنا إن هذا التفتت في المجتمع العراقي الذي طاف على سطح العلاقات الاجتماعية اليوم بتكريس الانتماء للطائفة والمذهب والقومية والمناطقية يحدث في العراق أبدا لإيماننا بان تربية العراقي وطبيعة تعلمه وعمق وطنيته هي خير حصانة إزاء المد الخطير الذي كرسه رجالات السياسة اليوم بعد ان رسخ أرضيته وغذاها بكل الوسائل نظام البعث الصدامي المنهار وما تبعه من متغيرات كانت صدمة مفاجأة للجميع وبدل أن تستثمر لبناء العراق على أسس وطنية تشظت الانتماءات واحتربت الطوائف وطغت أحقاد طائفية وحروب مذهبية أفسدت فرحة الناس بالخلاص من نظام صدام القمعي المخيف وتأجلت المسرات.

هنا وبعد الوهن الذي زحف على مفاصل الدولة العراقية وخصوصا الأجهزة الأمنية والعسكرية والتي تعتبر عماد وركيزة الحفاظ على الدولة وتكريس سلطة القانون في العراق الجديد، خرجت خفافيش القتل والدمار والتخريب لتاريخ العراق وأهله وحضارته واستقراره وإشاعة الفوضى وكان شتات البعث المنهار هم من قاد هذه الأفعال القذرة ديدنهم الأخلاقي والتربوي بمساعدة السياسيين الجدد بقصد وغيره.

وكشرت نتيجة لذلك كل القوى المعادية للعراق وخصوصا دول الجوار عن أنيابها ونواياها الخبيثة وجعلت من العراق ساحة لتصفية الحسابات وبأدوات عراقية ذليلة ومجرمة وأنجزت ملفاتها الإجرامية بإشاعة القتل الهمجي وإباحة قتل العراقيين وسفك الدم العراقي الطاهر وكانت سوريا العروبة ومملكة البدو في الحجاز المحصورة في العائلة المتخلفة لتطلق اسم القبيلة على الدولة برمتها وتتحول الى دولة فكر منحرف وفساد يتقزز منها العالم بأسره بعد أن كانت من اشد المتهيبين والخائفين من مغامرات صدام لابتلاعهم بمعية سوريا التي كانت أشد من وداعة القردة النادرة، حيث تنفس خانعو الأمس الصعداء، بظنهم أن الخطر قد زال وسارعوا في التدخل بعد سقوط البعبع المخيف وهذا يدل على مدى بلادتهم لكونهم ببساطة لا يعرفون غير لغة السلاح والخوف من هدير مجنزرات صدام وغاب عن عقولهم وتقديراتهم المتخلفة الرثة أن الوضع الجديد في العراق اخطر بكثير من بلطجة صدام لأنه ببساطة سيزحف قدرا محتوما وبطرق حضارية وعقلانية تتماشى والتحولات الديمقراطية التي ستكنس كل المتخلفين والجهلة دون أن تطلق طلقة واحدة حين تزحف الشعوب المقهورة لدك عروش الظلم والاستبداد وهنا انتبه سدنة التخلف لهذا التغيير الجديد لكونه سيحيل دولهم إلى صيغ تتماشى وإرادة الشعوب الحرة فأخذوا يحركون أدواتهم الخائبة للحيلولة دون خروج المنطقة من ظلاميتهم وتخلفهم.

وجندوا لهذه المهام كلابهم الضالة لتكون في مقدمة الزحف الأصفر بدفع فقهاء الظلام لإطلاق ألسنتهم القذرة على رموز العراق الدينية والسياسية والفكرية للوصول لأهداف يعرفون جيدا إنها مجرد محاولات خائبة سوف لن تعفيهم من محاسبة شعوبهم المظلومة عما قريب وهذا اليوم بات قاب قوسين.

فها هي الجارة الشقيقة سوريا ما توقفت عن إرسال الأجساد العربية النتنة لقتل العراقيين بتخطيط فئران البعث المهزوم وها هي السعودية كرست كل وسائلها المالية والإعلامية والدينية للسماح للعور والمعوقين ومقززي الشكل والمظهر لإصدار الفتاوى بقتل (الرافضة) الذين ما حرضوا او جندوا او أعلنوا حقدهم ضد (الناصية) لإيمانهم بوحدة الأمة رغم قناعاتهم الفقهية التي ما كانت يوما سلاحا لتصفية الآخرين بل بالمحاججة والفكر الديني المتنور، هذه الحقيقة التي تغاير بالكامل لفقهاء الفكر الوهابي المنحرف والغريب السلوك والمنهج موظفين البترودولار لتنفيذ جرائمهم القذرة بدل أن توظف هذه الأموال لتنمية المملكة التي تعاني من التخلف في كل المناحي وفي المقدمة الإنسان الذي يراد له أن يظل حبيس القمقم الديني الظلامي الذي حشر المتخلفين والمعقدين من أبناء الأمة المنكوبة في مسار واحد لا يعرف غير القتل والانتحار المجاني وإرسال الشباب اليافع إلى المجهول إرضاء للنزوع الدموي والحقد الأرعن إزاء المسالمين من الناس.

وها هو العريفي الأجرب يتطاول على رجل دين ما سمعنا عنه غير الاعتدال والموضوعية والوطنية بلم التشظي العراقي في بحبوحة الوطن الواحد والحفاظ على وحدة العراق وسيادته وحقوق أبنائه جميعا ودون تمييز فكانت له مواقف الإدانة لكل أعمال العنف التي استهدفت العراقيين من غير الشيعة وهذه الحقيقة لا يختلف اثنان على مصداقيتها.
لم يكن الرجل منحازا لهذا الطرف دون غيره مما استحق أن يكون رجل العراق الأول في الانتماء الحقيقي دونما انحياز أو ميل أو تأييد أو مباركة لطرف دون آخر، الأمر الذي اعتبره نموذج للإنسان الأصيل ،أنا الرجل العلماني الذي لم أفكر يوما من الاقتراب من الفكر الديني او التحابي معه تزلفا خلافا لآلاف المتلونين الذي لم تعد تعرف اتجاهاتهم الحقيقية إن كانوا بميل ديني أم علماني أم بعثي أم قيصري، أعلن وبتقدير شديد، إعجابي بالإمام السيستاني لا بكوني مقلدا له ولا فردا من طائفته رغم اعتزازي بشيعيتي ولا متزلفا طلبا لرضا الأحزاب الطائفية التي امقتها مع تقديري للأحزاب الدينية المعتدلة والتي تؤمن بالتعايش مع الأخر دون إلغاء أو تصفية أو تحقير كما يفعل الوهابيون وأدواتهم المجرمة.

كيف لمخبول مثل العريفي أن يسمح لنفسه وهو المدعي بأنه رجل (دين) إن يطلق مثل هذه العبارات الرثة على رجل على قدر كبير من الوداعة والنقاء والوطنية واحترام كل المكونات العراقية وقبل هذا وذاك الإيمان الحقيقي لمعتقده الذي تربينا منذ أن فتحنا عيوننا وسط مجتمع عراقي متفتح على الجميع بان رجال الدين كانوا ويفترض أن يظلوا مصدر وحدة وسلام ورحمة وعطف ومحبة بين الناس لا مصدر فرقة وتحريض وكراهية وحقد أعمى وان يكونوا نموذج للتهذيب والأخلاق الفاضلة لا إطلاق كلمات متسخة وقذرة ومنحطة بحق هذا الرجل الكبير سنا وعلما ودربة وأخلاقا وتربية وإيمانا وانتماء للدين والوطن.

من يدعي انه رجل دين لا يمكن ان يطلق على رجل دين آخر مفردات مثل (فاجر) و (زنديق) إن لم يكن في غاية الدونية والانحطاط والسوقية وهلم عدا من المفردات المنحطة.
بات الآن من اللازم على كل عراقي بغض النظر عن مذهبه وطائفته ودينه وقوميته أن يعلن وبصراحة رد الفعل الحقيقي إزاء ما وقع وملاحقة المتسخ العريفي ومن على شاكلته قطعا للفتنة ومحرضيها ومحاسبة للمنافقين من ملتحين لا دين ولا ملة لهم، إذا ما أرادوا أن يردوا بعض دين في أعناقهم للإمام السيستاني والوقوف بكل الوسائل لرد الاعتبار لهذا الرجل الخير، رغم أن شخصه ابعد من إن يناله كلام وسخ يخرج من فم أكثر اتساخا، إنما للرجل حق علينا جميعا لننوب عنه في رد الأذى من الساقطين والمنحرفين من أمثال العريفي وغيره.

وصدق الشاعر إذ قال:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص        فهي الشهادة لي باني كامل



 

 

free web counter