| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الخميس 10/5/ 2010

 

حذار من الغلو أيها الطائفيون

جواد وادي *

تصلنا من العراق وبشكل يومي أخبار يندى لها الجبين وتصدمنا عما يفعله متطرفو الشيعة من ممارسات حولت الإعجاب الذي كنا نكنه لبعض علماء هذه الطائفة والمنتمين لها من المعتدلين إلى ندم حقيقي وأسف لما يقوم به عتاة الشيعة من تشويه وإساءة إلى صور مشرقة في تاريخ هذا المذهب من خلال ما قام به القائمون عليه عبر حقب تاريخية بمقارعة الظلم والدفاع عن المستضعفين وجعل الحوار والانفتاح على الآخر ومناقشة ما يتعلق بالدين من نص وحديث ثم وهذا كان الأهم القيام بثورات خالدة باتت منارات حتى لمن له خلاف مع الدين وحتى من غير المسلمين الأمر الذي كثر محبو هذا المذهب رغم بعض المحطات التي كانت شاذة في تاريخ الشيعة ولكن مواقفهم كانت مشرفة إزاء قبول الآخر والتعايش مع المذاهب والأديان الأخرى، إنما عتاة هذا المذهب وعلى امتداد تاريخه كانوا من حين لآخر يخرجون من ظلمات التخلف والفهم المنغلق للدين فيختلط الحابل بالنابل لنصل إلى أوضاعنا الراهنة بعد انعتاق العراق والعراقيين من ربق الدكتاتورية المقيتة فظهر الوجه المستتر لكثير من الشيعة حيث لم نكن نحن العلمانيون رغم انتمائنا للمذهب وتقديرنا له نتوقع أن هناك شيعة بهذه البشاعة من الظلامية والانغلاق والتخلف المخيف فراحت المليشيات الشيعية تعيث قتلا ونحرا وفسدا وخرابا لأبناء البلد الخارجيين للتو من محرقة صدام ليدخلوا أتون جهنم على يد العتاة من الشيعة والمصيبة أن هؤلاء البيادق الشطرنجية يحركها ويخطط لها ويبارك أفعالها البربرية المشينة المعممون بدل ان يعيدونهم الى جادة الصواب إذا ما انحرف أتباعهم وشرعوا يكرسون ممارسات أعطت صورا مخجلة للعراق وأشاعوا طقوسا كان من الممكن أن تكون أكثر حضارية لإحياء ذكرى آل البيت لا أن يبيحوا للبسطاء تعذيب أنفسهم بطرق مازوشية راحت مصدر تهكم من شعوب لا تصل في وعيها المتواضع ما كان عليه العراقيون من تميز في العطاء والإبداع والانجازات الفكرية المرموقة قبل أن يفرغها من محتواها الوطني والعربي والإنساني نظام البعث المقبور ليخلفه مظلومو الأمس من ضحايا النظام المباد ليتحولوا إلى جلادين جدد وبدل أن يبادر سياسيو العراق الجدد في خلق صيغة وطنية جديدة للتعايش العراقي بين المكونات العراقية وإخراجها من بيت العنكبوت البعثي الى حيث الأمل والسلام والحياة الكريمة أطلقوا العنان للأوباش وأنصاف المتعلمين والمنغلقين والحاقدين وحتى فلول البعثيين المجرمين الهاربين من الحساب ليمارسوا دورة جديدة من فرض سلطة القمع والتصفيات والتخريب الممنهج لشعب ذبيح وعراق مدمر.
ما الهدف من ممارسات مشينة تحت اسم الدين والفتوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرض الحجاب لكل نساء العراق باختلاف انتماءاتهن الدينية وإنزال العقاب بالمتبرجات والرافضات لسلطة القمع الديني والوقوف ضد مؤسسات فكرية كالسينما والمسرح والفنون الجميلة لكونها بنظرهم تتعارض والمذهب الشيعي وفتاوى المعممين المتخلفين وإغلاق محلات الشرب ونحر من يعارض الأوامر وتكريس الفكر المذهبي على مكونات بعيدة عن المذهب الشيعي كما عرفناه واحترمناه وسواها من عشرات الأمثلة التي تصلنا فنضرب أخماسا بأسداس ونقضم أصابعنا أسفا لما يحدث ولا نعرف طريق الخلاص من هكذا أوضاع مخيفة ستقود العراق حتما إلى الضياع حيث لا يمكن بعدئذ العودة حين يضيع كل شئ. أليست هذه الممارسات شبيهة بما قام به الظلاميون من وهابيي القاعدة ودولة طالبان الأفغانية وها هم يجدون في العراق الأرض الخصبة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية ومشروعهم الظلامي وإلغاء كل ما من شانه التعارض مع مذهبهم الوهابي الدموي المتخلف؟
ظهر على شاشة الحرة شاب مخرج في جعبته مشروع لإبداع فيلم عراقي يحكي مأساة العراقيين ومراراتهم وهو يحتاج لدعم لإنتاج الفيلم ذلك هو المخرج محمد الدراجي فاتجه إلى رئاسة الوزراء ظنا منه بأنه المنفذ والأمل للوصول إلى هدفه النبيل وعند مكتب مستشار السيد رئيس الوزراء نوري المالكي طلب منه السيد المستشار كما سرد لنا الحكاية أن يغير شخصية المرأة من امرأة كردية إلى أخرى شيعية إذا ما أراد مساعدته لدعم الفيلم.
تصوروا معي إلى أي مدى كارثي وصل مشروع الخراب في العراق.
وهاكم هذا الخبر لآخر ما توصل له العتاة من انجازات لوضع البنى التحتية لبناء العراق الجديد وأي تجديد هذا، ذلك أن المحروسين أعضاء مجلس محافظة البصرة المظلومة بعثوا برسالة ابتهاج ونصر الى السيد نوري المالكي يخبرونه فيها بغلق آخر سينما في المحافظة معتبرين هذا الإجراء قضاء على الانحراف والخروج عن الدين!!!!!!.
وذات المجلس انفق ملايين الدولارات وهو مبتهج وفي غاية الانتشاء على بناء العديد من الحسينيات والجوامع والبصرة قد لا تحتكم على مدرسة بمواصفات تربوية مشرفة.
نحن في البداية ولعل القادم أعظم من البلايا وصور الخراب في عراقنا الجديد جدا.
 


* شاعر ومترجم وكاتب عراقي مقيم في المغرب




 

 

free web counter