|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  20  / 10 / 2024                                 هيثم نافل والي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عودة الأراضي المحتلة - المسماة عربية

هيثم نافل والي
(موقع الناس) 


قبل البدء نعترف بوجود خالق كيلا يتهمنا (الجاهل، أو المتخلف، أو المتطرف) بالكفر.

التاريخ كما معروف لا يمتلك هواجس، ولا عواطف. بمعنى أدق كحافة السكين، نقول، التاريخ جثة لا ينبض فيه الروح حتى لو تذكرته، ولا يمكن أن نرجع إلى تفسيره إلى الأديان! فالتاريخ كتاب بشري بحت. لا يمكن أن نأخذ منه الحقيقة الناصعة، أو أن نسلم بمنطقه الذي لا يعرف منطق إلا بحالة واحدة تجعلنا من خلالها نستعيد ما يطمح له أكثر من مليار شخص بأسترجاع الأراضي المحتلة والمسماة العربية، وهذا أكبر خطأ شائع عرفته البشرية القاطنة في الشرق الغافي في ظلال الأحلام منذ قرابة 1400 سنة، وسنثبت لكم هذا في مقالنا المأخوذ من التاريخ المرفوض نفسه الذي له صدى غالباً ما يكون مخالفاً للواقع، والأخير يفسره الفيلسوف الأغريقي والمعلم الأول وشهيد الكلمة الصادقة بالمنطق.

لو أردنا أسترجاع الأراضي المحتلة والمتمثلة بفلسطين، علينا أن نرجع الزمن إلى الوراء! هنا ستصادفنا مشكلة كبيرة لا يمكن تجاوزها؛ كون الزمن لا يرجع إلى الوراء مع أمكانية توقفة أو ثبوته على نقطة واحدة لا يتحرك بعدها كما يذهب إليه علماء الفيزياء اليوم إن كنتم لا تعلمون! لكننا سنأتي معكم إلى أبعد من هذه الحدود ونقول، هناك شيء أسمه تاريخ ولابد من الرجوع إليه لإسترجاع ما اغتصب وتصادر عنوة. تمام، نتفق معكم لحين! نرجع إلى التاريخ الذي يتشدق به الشرقي لعودة الأراضي المحتلة..

نستطيع أن نسترجع فلسطين كما يرغب المليار الشرقي وبعض الغربيون الذين لا يعرفون الحقيقة التي ندونها الآن، وهي:

تعود الأراضي المحتلة عندما نعود بالمنطقة كلها إلى الوراء كما يرغب المليار كما ذكرنا إلى زمن ما قبل 1400 سنة. فمن يرغب بالعودة إلى التاريخ، عليه أن يعود إذن بالتاريخ الإجمالي للمنطقة وكيف كانت ولمن تعود! بهذا فقط نستيطع أن نكون من المنصفين، وبالعدل نحكم.

فلسطين كنعانية، ولغتها كانت ما بين الكنعانية والآرامية التي تحدث بها المسيح كما لا يخفى.
مصر بيزنطينية، خاضعة للأمبراطور البيزنطني في القسطنطينية.
العراق، لا يتجادل بشأنه، كونه آشوري.
المغرب، تزامنت عليه حضارات كثيرة، منها الأشولينية، والموسيترية، والعايثرية، ثم القصبية.
تونس بربرية قبل ظهور المسيحية الرومانية.
سوريا بيزنطية متكونة من أرمن وسريان.
إيران فارسية، زرادشتية.
والقائمة تطول..

قبل أن نكتب خلاصة قولنا ننوه إلى مسألة مهمة؛ اللغة العربية تعتبر من أحدث اللغات الحية التي ظهرت عام 500 بعد الميلاد! والآن نأتي إلى خلاصة القول:

من يرغب بعودة فلسطين إلى الحظيرة العربية علينا أن نرجع مصر تحت أمرة آل بيزنط، والعراق إلى آشور، والمغرب إلى القصبي، وتونس إلى البربر، وسوريا إلى آل سريان، وإيران إلى فارس، وقتها فقط نتشبث بأضفارنا لعودة تلك الأراضي التي تم اغتصابها من كنعان وأرمن. هذا منطق يرفضه الشرقي كون التاريخ كتبه الدين الجديد!

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter