|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

   
 

الأربعاء  10 / 5  / 2023                                 حازم كوي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الفاشية الجديدة في أيطاليا
حكومة ميلوني تريد السيطرة على المطاعم الأيطالية حول العالم

آنا مالديني
ترجمة: حازم كويي
(موقع الناس)

تحاول إيطاليا ما بعد الفاشية الجديدة، إعادة كتابة تاريخها بهدف واضح يتمثل في التأكيد على "الطابع الإيطالي" المشكوك فيه للغاية، الذي لا يمكن في الواقع لأحد تحديده بدقة. بدأً بالطعام،مروراً بالأدب،ولاينتهي بما ذُكر،بل كذلك مع اللغة. والبداية تكون مع (فرانشيسكو لولوبريجيدا) البالغ من العمر 50 عاماً،وهو صهر السيدة جيورجيا ميلوني (رئيسة وزراء إيطاليا) والذي يشغل حالياً منصب وزير الزراعة و "السيادة الغذائية".الوزير شرح مؤخراً ما يعتقده أن هذا المصطلح الجديد يعني. أنه يريد من الآن فصاعدا السيطرة على المطاعم "الإيطالية" المنشرة في جميع أنحاء العالم. يجب على هذه المطاعم أن تتعامل فقط مع المنتجات الإيطالية التي أثبتت جدواها، وأن تلتزم بالوصفات الإيطالية المُعتمدة. وسيعاقب كل من يخالف هذه التعليمات. مثال على ذلك، إذا قام مطعم في بوتسدام(مدينة قرب برلين) يُطلق على نفسه مطعم"إيطالي" بإعداد طبق "باستا لا كاربونارا" الشهير بالكريمة، والذي كما هو معروف، لا يتم أنتاجه في إيطاليا، فعندئذ يأتي ضابط شرطة (إيطالي؟) لتنبيههِ بالألتزام بالمنتج الأيطالي. أو إذا كان مطعم بيتزا في بكين لا يستخدم جبن الموزاريلا الإيطالية، ولكن منتجاً مشابهاً له مصنوع في الصين، فسيتم إلغاء ترخيصه بحكم منصبه.وبالتأكيد فإن ذلك هو سخف وغير عملي.فوزير الغذائية ليس مهتماً بذلك.

الشيء الوحيد المهم هو أن تصنع لنفسك اسماً وأن تُظهر للناس أنك جاد في الدفاع عن إيطاليا في صحنك! لكن من الذي يفترض أن يُملي، ما هي صلصة اللحم "الصحيحة" للمعكرونة، في حين أنه من المعروف في أيطاليا، أن لكل منطقة لها وصفتها،كما لكل (جدة) وصفتها الخاصة بها؟ وإذا لم تكن هناك طريقة أخرى، فما عليك سوى إنشاء "مكتب أيطاليا للطعام".

دعونا الآن نلقي نظرة على وزير آخر للجمهورية الإيطالية، وزير الثقافة (جينارو سانغيوليانو). فهو يريد من التلفزيون الإيطالي الحكومي، أن ينتج المزيد من البرامج الصاخبة عن "الأبطال الإيطاليين". ويهدف هذا إلى تعزيز التماسك الوطني "الإيطالية". ربما تكون إحداها مخصصة لدانتي أليغييري، شاعر "الكوميديا الإلهية" وأب اللغة الإيطالية، الذي ولد في فلورنسا عام 1265 وتوفي في رافينا عام 1321. وبحسب الوزير في مقابلة له، فهو "أب الأفكار اليمينية في إيطاليا". هذا يشبه إستدعاء (فالتر فون دير فوغل فايدة )رائد حزب البديل الألماني الفاشي، الذي عاش حوالي 100 عام قبل دانتي، وكان أحتجاج العاملين في المجال الثقافي والمؤرخين كبيراً لدرجة أن وزيراً آخر، وزير الأتحاد (جويدو كروسيتو)الذي تحدث، وربما لم يكن يتوقع أنه سيتعين عليه الدفاع ليس فقط عن الحدود الوطنية ولكن عن زملائه أولاً. وأوضح أن المرء يلاحظ أن "اليسار" لا يتمتع بروح الدعابة. من الواضح أن وزير الثقافة (سانغيوليانو) ألقى مُزحة. لكنه لم يجد ذلك مضحكاً على الإطلاق وأعلن أن "الهيمنة الثقافية لليسار يجب أن تحل محلها هيمنة أخرى" - هيمنة اليمين. هدفه هو "تحرير الثقافة".

دعونا ننتقل الآن إلى (فابيو رامبيلي)، وهو أيضاً صديق للسيدة ميلوني ونائب رئيس مجلس النواب الإيطالي حالياً. فقد وضع قانوناً يريد من خلاله الدفاع عن اللغة"الإيطالية". من بين أمور أخرى، ينص على أنه سيتم التحدث باللغة الإيطالية في إيطاليا. يجب ألا تستخدم الإدارة العامة "كلمات أجنبية". يجب على الشركات أيضاً التعبيرعن نفسها باللغة الوطنية ويجب السماح بمحاضرات اللغات الأجنبية في الجامعات فقط إذا كان هناك العديد من الطلاب الأجانب. ينص القانون المقترح على أنه إذا لم يمتثل شخص ما، فسيتعين عليه دفع غرامة تتراوح بين 5000 و 100000 يورو. يهدف القانون إلى "حماية الأمة والدفاع عن الهوية الإيطالية".

الغرامة الأولى ستكون أولاً من نصيب صديقه في الحزب (أدولفوأورسو) وزير المشاريع والصناعات،كون علامات الصنع كتب عليها "
Made in Italy".


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter