| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

الأحد 19/9/ 2010

 

إضاءة

رجعنا بخفي حنين

حامد كعيد الجبوري

المثل أشهر من أن نوضحه للقارئ الكريم ، ولربما نحن العراقيون ينطبق علينا المثل أعلاه ، فلطالما رفعنا أكفنا لله نطالبه بتغيير حالنا نحو الأفضل ، وبالطبع أن ذلك صفة العجزة ، لأننا يفترض بنا أن نتخذ موقفا اتجاه أي ظالم كان ، والله سبحانه يقول ( لا يغير الله بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) ، ولأن الحسين (ع) كما قال عنه الجواهري (الى الآن لم يشفعِ) ، بمعنى أنه لو كان حسين آخر بزمانه وما بعده لم يخلد الحسين هكذا بقلوب الأحرار ، وسابقا قيل لفرعون ما فرعنك على الناس ؟ ، أجابهم بأنه لم يجد أمامه من يردعه عن جادة السوء فسلكها ، لذلك فالتأريخ ملئ بهذه النماذج القبيحة التي شوهت وجه الإنسانية وآخرها الطاغية صدام حسين ، وربما أظلم شريحة من المجتمع العراقي التي وقفت إزاء الطاغوت وبرهنت قولها بعمل خالد قبالة نظام دكتاتوري ظالم ، وأمامنا انتفاضة آذار الخالدة التي قوضت النظام لولا التدخل العالمي والجوار العراقي بإخمادها ، ومثل آخر ما فعله الضابط العراقي الجرئ محمد مظلوم الدليمي الذي أعدم من قبل النظام السابق ، وما فعلته قوى اليسار العراقي الذي ملأ الدنيا تشريدا ، وليفضح أعتى نظام قمعي ، ومواقف بطولية للأنصار الشيوعيون ، وقوى دينية اتخذت من أهوار العراق ملاذا لها ، والأغرب من كل ذلك أن يجني ثمار ذلك الطفيليون الذي عاشوا على موائد لا يعرف مصدرا لها ، والمثل العامي يقول ( أيجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) .

كل هذه المقدمة إثارها حديث استمعت له من فضائية العربية مساء ليلة 17 / 9 / 2010 م مع فخامة رئيس جمهورية العراق جلال الطلباني ، الذي تفاخر أمام الملايين من المشاهدين على أنه صمام أمان العراق ، كما منحه هذا اللقب أحد مراجع دين الشيعة ، ولست بصدد ما قاله ذلك المرجع ، أو بما تفاخر به الرئيس نشوانا ، ولكن الذي جلب انتباهي قوله أن السيد عادل عبد المهدي والسيد طارق الهاشمي وغيرهم الكثير من السياسيين يملكون قصـورا في ( دوكان ) ، وأنا أتساءل أن كان من حق المواطن العراقي التساؤل ، من أين حصل هؤلاء السياسيون على هذه القصور الفارهة بشمالنا الحبيب؟ ، رغم أن الكرد يرفضون قولنا الشمال العراقي ، بل يستأنسون كثيرا بقولهم إقليم كردستان ، كان لنا طاغية واحدة تملك رقاب البلاد والعباد ، وبني لنفسه قصورا في كل رقعة من أرض العراق ، واليوم لنا حكام جدد يمارسون أقبح مما مارسه سلفهم المخذول ، أضف لذلك حزبا واحدا كان يملك رقاب الناس ، واليوم لا تعرف من هو الذي يملك رقبتك ، والغريب أن هذه الأحزاب تبني أحزابها الوهمية بحطام وأنقاض العراق الذي هدموه بلا دموع التماسيح ، وإن أجرينا إحصائية شهرية عن الذين يعينون من قبل الأحزاب بأسلوب ما يسمى الدمج ، لأن دولة رئيس الوزراء قد أوقف التعيينات التي لا يصادق عليها مجلس الخدمة الوهمي أيضا ، فالمواطن اللاحزبي لا يعين ، ومن أرتبط مصلحيا بأحد الأحزاب الفاعلة فتعينه مضمون حتما .

الخراب الذي حل بهذا الوطن المبتلى لا يمكن حله إلا بتغيير جذري لقيادات سياسية فئوية مصلحية ، وهناك من يدعم فكرة انتفاضة جماهيرية عارمة ، والتي ستعد من قبل هذه القيادات المستفيدة بإرهاب منظم ، وأن افترضنا هذه الانتفاضة فعلى من سينتفض العراقيون وعلى أية فئة سياسية ، وقسم آخر يعول على الدولة المحتلة التي أطاحت بالنظام السابق والتي ربما ستلجأ الى هذا الخيار بانقلاب أبيض ، طالما وجود هذه القيادات العراقية بمكان واحد ، وهي الخضراء المحروسة ، ولكن المحتل قد حصل على بغيته بما أراد وخطط له من القسم الأكبر من هذه القيادات اللا عراقية النهج ، مصير مجهول ، ومستقبل مبهم ، ومؤامرات لا حصر لها ، فمن سيتصدى لإنقاذ العراق ،

للإضاءة ..... فقط .

 




 



 

free web counter