| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

                                                                                      الجمعة 15/7/ 2011

 

رحمك الله يا قاسم

حامد كعيد الجبوري

لا أعرف لم لا أصدق أن الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله إنسان مثلنا ، يأكل كما نأكل ، ويشرب كما نشرب ، ويصحو وينام مثلنا تماما ، ولا أدري لم أقرن سيرة الشهيد قاسم بسيرة الإمام علي ( ع ) غير متناسي القداسة الرسالية التي يحملها علي ( ع ) ، ولأني قرأت الكثير عن علي ( ع ) وجدت قاسما مشتركا بينه وبين عبد الكريم قاسم ، ولأن القواسم بينهما كثيرة لذا سآخذ قاسم حبهما للفقير بهذه الموضوعة المتواضعة ، صدر العدد 221 من طريق الشعب وفيها عمود للشاعر الكبير عريان السيد خلف تحت عنوان ( وما جزاء الإحسان ) ، أقسم بكل مقدس لدي أن عيناي غرقتا بالدموع وأنا أقرأ ما سطره صديقي الشاعر الكبير عريان السيد خلف الذي يقول كنا عمالا نخرج فجرا لمعملنا ، وهناك طفلة صغيرة ترتجف من شدة البرد وهي تنادي ( صمون حار ) ، لحظتها توقفت سيارة عسكرية ، أؤكد عسكرية – ليست همر – بلا حماية وفتحت باب السيارة فأنار وجه الزعيم الصبوح فهرعنا نحوه وهو غير مكترث بنا وينادي ( يا صبية ) ، حضرت الصبية وهي ترتجف خوفا وبردا ، وقال لها ما أخرجك بهذا الليل والبرد ، أجابت أنها معيلة لوالدها المقعد بسبب مرض التدرن وبسبب طرده من عمله في البلدية وليس لي أخوة غير خمس أخوات أصغر مني وأمي وأبي المريض وأنا من يعيلهم ، قال لها وماذا تحملين ، أجابته الصمون الحار أبيعه فأربح ربع دينار أو ستة دراهم ، أنطفأ ذلك الوجه الصبوح للرحيم الخالد عبد الكريم قاسم وأضيف ربما ذرف دمعة لتلك الصبية ، يقول عريان فتح الزعيم محفظته ولأنه قريب أليه عرف ما بداخلها وهي 16 عشر دينارا ، عشرة دنانير تتبعها خمسة دنانير ودينار واحد ، أخرج الزعيم الخمسة دنانير وأعطاها للصبية وقال لها ( عمي الدنيه بارده رجعي للبيت والصمون الكم ) ، ووقع على ورقة أخرى وقال لها أعطيها لأبيك وليأتني لوزارة الدفاع ، يقول عريان إنا اعرف الصبية لأنها ابنة جارتنا ( حسنه ) ، وفعلا التقى الشهيد الخالد ذلك المريض وأمر أن يعاد لوظيفته وصرف رواتبه المتأخرة ، هذا هو عبد الكريم قاسم فماذا فعلت تلك العائلة ردا للجميل ، في انقلاب شباط الأسود حمل أخ تلك الصبية وأبن ذلك الرجل المفصول رشاشة بور سعيد مع عصابات الحرس اللا قومي ضد من مد اليد البيضاء لهم ، مما حدا بعبيد آل مبارك كما يقول شاعرنا الكبير عريان السيد خلف أن يكتب هذا الدارمي :

لا بن زنه ولا حيض دك دكتك هاي
بالبحر لو ذبوك يتنكس الماي

رحمك الله يا خالد الشهداء ونبراس الوطنيين عبد الكريم قاسم .
 









 

free web counter