| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حامد كعيد الجبوري

 

 

 

                                                                                      الجمعة 13/1/ 2012

 

القائمة العراقية وقطرية السلوك والنهج

حامد كعيد الجبوري

معلوم أن الرتب العسكرية لا تمنح اعتباطا بل وفق ضوابط معينة معدة من قبل وزارة الدفاع العراقية ، وهذه التعليمات أوقفت فترة الحرب العراقية الإيرانية ، عام 1986 م والحرب لا تزل قائمة صدرت أوامر لمستحقي الترقية لأداء الاختبار ، كنت حينها مستحقا لرتبة عقيد في الجيش ، هيأت نفسي لذلك الاختبار الروتيني ، مجموعة من الاختبارات تتضمن اللغة الانكليزية ومعلومات الصنف والتاريخ والتوجيه السياسي ، في التوجيه السياسي أذكر سؤالا علق بذهني يقول ، عدد منجزات ثورة السابع عشر من تموز المجيدة ؟ ، الكل منا يعرف أن لا منجزات تذكر لتلك الثورة السوداء ، ولكن من البطل الذي يذكر ذلك جليا وواضحا ، كل الإجابات متشابهة لا ريب بذلك ، منجزات الثورة هي تأميم النفط ، التعليم المجاني ، زيادة الرواتب ، الحكم الذاتي ، الوحدة العربية ، الاشتراكية ، والحرية ، ولست هنا بصدد تعدادها ودحضها أو إثباتها ، فقد تعودنا من نظام يقول لنا كذب ثم كذب ليصدقك الآخرون ، بل الأدهى والأمر كذب ثم كذب لتصدق كذبك أنت ، وهذا ما تعكسه علينا القائمة العراقية التي لا تزل متمسكة بالنهج القطري والقومي ، متناسين أن القومية العربية التي نظروا لها أصبحت الآن بحكم الميتة أو المشلولة ، فأول متآمر على قوميتهم هو حزبهم المجيد الذي غزا دولة عربية – الكويت - بل جعلها محافظة له أسميت المحافظة ال 19 ( محافظة النداء ) ، ناهيك عن تمزيق وحدتهم العربية التي نادى بها حزبهم وقائدهم لسنين طوال ، ولست هنا متهما القائمة العراقية بالبعث المقبور بل أعيب تمسكهم بالمنهج البعثي المجتث ، وطريقة تصرفه وتعامله مع الشرائح المجتمعية ، القائمة العراقية تعيش على الفتنة والدسائس وحفر القبور ونبشها ، كما كان البعث يعيش عليها سابقا ، ولست متجنيا على القائمة العراقية لأني سأعطي أكثر من مثل جعلت القائمة العراقية العراق يعيش بأزمة لا حل لها حتى في جعبتهم الخاصة ، مشكلة القائمة التي فازت بأعلى الأصوات أخرت تشكيل الحكومة أكثر من ستة أشهر ، وهم يعلمون تماما أن لا قدرة لهم على تشكيل حكومة ترضي جميع الأطراف ، متناسين – العراقية – أن تجارب دولية كثيرة حصدت أعلى المقاعد ولكنها لم تحقق الأغلبية لتشكيل الحكومة ومن ذلك أسرائيل مثلا ، أذ حصدت ( ليفني) المرأة أغلب المقاعد ولكنها لم تشكل الحكومة ، نقل الصراع حينها الى كوردستان التي يهمها أن تتعمق الخلافات لتصبح بيضة ألقبان ، وهكذا خرج الجميع من تأسيس مجلس السياسات ، وهذا المجلس دخل بصراعات لا نهاية ولا حتى بداية لها ، ويظهر لنا ( العلاوي ) أكثر من مرة وهو يروي لنا أنه غير راغب بأي منصب سيادي ونحن نعرف جميعا أن أنفه مزكوم برئاسة الوزراء ، وتشققت العراقية وتصدعت لبيضاء – وهذا يعني بنظر البيضاء ان من تركوا هم القائمة السوداء - يقودها العلوي الذي يحاول أن يوصل رسالة الى الكورد الذين لا حاجة لهم لرسالته حول الانفصال مرغبا لهم بذلك ، مما حدا البيضاء تنحية العلوي جانبا عن رئاسة الكتلة الجديدة ، وزارة للدفاع باعتها العراقية لقاء 10 مليون دولار ، المثل الشعبي يقول ( ما تعاركوا على البوكه ، تعاركوا على القسمه ) ، لقد أشغلت هذه السمسرة العراقية الجديدة الشارع العراقي أكثر من شهرين ، وحمدا لله أن الفضيحة لم تأتي من أحد من البسطاء الفقراء العراقيون ، بل أتت من لسان قيادي في القائمة العراقية أطلقها في الفضائيات ( سلام الزوبعي ) ، وأكثر من ذلك حين صرح الرجل لوسائل الإعلام المرئية أن لا منصب تمنحه العراقية دون أخذ موافقة المجرم ( عزت الدوري ) ، وأجاب الرجل بصراحته المعهودة والمقصودة قائلا أنا أيضا تلقيت رسالة من الدوري هذا ، لا تعرف مقرا لرئيس قائمة العراقية العلاوي ، فيوم في العراق وشهورا خارجه ، ناهيك عن عدم حضوره لجلسات البرلمان الذي لا يعد له وزنا سياسيا يذكر ، وأغلب أعضاء القائمة العراقية يسكنون بدول الجوار العراقي ، الناطق الرسمي للعراقية في عمان (المله حيدر) ، الظافر العاني في الإمارات الدولة الأم ، أغلبهم هكذا وحين توجيه السؤال لهم عن سبب ذلك يتذرعون بالوضع الأمني ، بمعنى أكثر دقة أنهم يديرون مكاتبهم الرسمية عن طريق الانترنيت وتلك ظاهرة حضارية برأيهم النافذ ، وآخر ما خرجت به العراقية على العراقيين من خير ومنافع هو نائب رئيس الجمهورية – الطارق الهاشمي - الذي أتهم قضائيا بعمليات إرهابية مع 14 من أفراد حمايته ، مسك منهم أثنين أحدهم زوج أبنته وهما مخبآن بصندوق سيارة نائب رئيس الجمهورية التي عادت من مطار بغداد أثناء هروبه لكردستان العراق ، وبدل أن يواجه القضاء ليبرهن للناس براءته لاذ بإقليم سيوصل العراق لحرب طائفية بدت في الأفق نسيج عنكبوتها المشئوم ، ماذا جنينا منكم أيها الساسة جميعا ، ستلوذون جميعا بالفرار متخذين من دولكم الأم سكنا رغيدا وتتركوننا نقتتل لا لشئ وإنما إرضاء لرغباتكم الشيطانية ، متى تعي كل جماهير العراق أن هؤلاء لم يأتوا لخدمة أحد بل لخدمة أغراض ضيقة محدودة ، ومتى نستمع لبرلماني ما يقف أمام عدسات الفضائيات ليطالب بعيش يليق بآدمية الناس .
 



 

free web counter