| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 26 / 5 / 2024 عبدالمطلب عبدالواحد كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
الفنان عباس الكاظم وخطواته اليقظة
عبدالمطلب عبدالواحد
basri11@hotmail.com
(موقع الناس)"خطوات يقظة" هوعنوان معرض الفنان التشكيلي العراقي عباس الكاظم الذي شهد حفلاً افتتاحياً بهيجاً، بحضور دانماركي وعربي مميز في مدينة روسكلدة عاصمة الدنمارك القديمة في يوم 25 مايس 2024 ، على صالة البهو الملكي التاريخي فيها، الذي حوّل الى مركز ثقافي وفني. والمكان بحد ذاته تحفة فنية ومعمارية يجتذب حشود الزائرين من الدنمارك ومن خارجها على امتداد العام.
المعرض سيستمر طيلة شهر كامل، وهو تقليد يواصله المركز في استضافة اعمال كبار الفنانين الدانماركيين والاجانب، وفي العادة يسبق يوم العرض بثلاثة أيام ، يوم مخصص لحضور الصحافة والمتخصصين من النقاد والاكاديميين، وقد نشرت الصحافة المحلية تقارير ضافية عن أعمال الفنان عباس الكاظم، ربما من المفيد ترجمتها ونشرها لاطلاع المهتمين من القراء العراقيين والعرب.
وقد سبق لهذا الصرح الثقافي استضافة المعرض الشخصي الاول للفنان الكاظم قبل 33 عاما، في عام 1991.
"خطوات يقظة" هو التعبير المكثف عن ايقاعات القصيدة الشعرية واللحن الموسيقي في عشرات الاعمال الابداعية حيث اللوحة مكتظة بالتكونيات اللونية المبتكرة بحرفية عالية، وخبرة علمية واكاديمية ومعرفة واعية بالتجربة البشرية صعوداً وهبوطاً عبر التاريخ. اللوحة مسكونة بشواغل روح الفنان، وعمق التصاقه بالهم الانساني وقيم الجمال. في ثنايا مفردات اللوحة يتناغم اللون والحركة ليمنح المتلقي فسحة للتأمل والاستفهام والتحاور الحميمي مع المعنى المضمر، ومع التشابك الفذ لثراء المفاهيم حيث يلتقي الحلم والحزن والفرح والاحتجاج والرفض فارضاً حضوره على مساحة اللوحة بأتقان.
في القاعة المخصصة لجدارية الصور الفوتوغرافية لنخبة من المثقفين والمفكرين بعنوان "المثقف الحر يرى"، في لقطة مميزة لحركة العين والنظارات، تحاكي حركة يد الكاتب والمفكر كامل شياع الذي يطل من شاشة التلفزيون المقابل متحدثاً عن الوطن والمنفى، عن المثقف والثقافة والمجتمع والتنوير، عن الفرد والمجموع في سيرورة التغيير، وعن الحاضر والمستقبل. هذه اللقطة الذكية تنطوي على تنوع الرؤى وتباين المنطلقات والابعاد، غير انها ربما تلتقي حول اهمية الرؤية الناقدة من عقل مفكر حر .
اللوحات موزعة بأناقة على الجدران على امتداد اربع قاعات متتالية، حيث ان مشهد القاعة الاولى يمهد للمشاهد انتقالاً سلساً ومتناغماً للقاعة التي تليها وهكذا، وقد تم انجاز هذا العرض المبهر بأشراف الفنان، من قبل مجموعة من الاحترافيين المتطوعين لمدة اسبوع كامل، بيوم عمل يتراوح من 6 الى 9 ساعات، وقد تم التوزيع نسبةً لمساحة اللوحة وموضوعها.
وما يدهش الزائر للمعرض لوحتان، كل منهما تغطي جداراً باكمله، واحدة بعنوان "بزوغ الحضارة"، والثانية "أفول الحضارة"، وهي اعمال تعكس براعة الفنان في التجريب والتجديد والتفرد.