| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 29 / 3 / 2015 عبدالأمير العبادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
لرغبة الكاتب نعيد نشر المقال .... موقع الناس
كأن الشيوعيين ولدوا اليوم
عبدالامير العبادي
٨١ سنة هو عمر الحزب الشيوعي العراقي قالها لي صديق ربما كان شيوعيا اذ قال وانت اصبح عمرك في الستين وعمري اكثر منك ولا زلت تتحدث عن الحزب وكأنك انتميت له الان ، قل اي هاجس يحركك على السير معه ؟
قلت وهل فيه من شئ من وجوده الاجتماعي والفكري والسياسي والاقتصادي يدلني على ان اترك هذا العشق ، ففي الجانب الاول اجده حزبا احب الجميع وضحى للجميع وقد سألت نفسي هل اخطأ افذاذ العراق من فطاحل الادب والشعر والسياسة من الجواهري للسياب وجواد سليم وفائق حسن والرحال ومظفر النواب وسلام عادل والاف من المثقفين في اختياراتهم ، اما الفكري فالحزب له فكر وطني يباهي فيه الدنيا من جدل وفلسفة لا تبحث الا وفق منظور تحليلي لكافة اسس الحياة من التاريخ الى الديالكتيك وهذا مبعث فخر ليس لي بل حتى لمن عادى الحزب وفكره .
اما ما يتعلق بالسياسة فالحزب يسير وفق رؤية انسانية هدفها البناء الديمقراطي لمجمل وقائع المجتمع وبالتالي فهو ابن الساعة ولصيق بالاحداث ، اما ما يتحدث عنه البعض وعدم استلامه السلطة ربما اجد ثمة مبررات لكن الموضوعية في الحوار والقول لا توجد سياسة بلا اخطاء ولا توجد اخطاء مطلقة بل نسبية وقد اثرت فعلا بشكل كبير ولكن لا يعني ان هناك خطأ بنيوي يجعل العزوف عن الحزب حالة ملازمة اذ لا توجد حركة سياسية او دينيه وعلى مر التاريخ لم تخطأ بسبب الظروف الذاتية والموضوعية لوجودها
اما في الجانب الاقتصادي ، فالحزب ينشد المساواة والسيطرة على الواقع الاقتصادي وفق قوانين العدل وتوزيع الثروة وانتشال الطبقات الفقيرة من تخلفها وتوزيع الموارد بشكل عادل وبسط اليد على الثروات الطبيعية وجعلها اداة فاعلة للنهوض بمستقبل العراق
اذن انا انسان يبحث عن هذه المزايا التي تساعدني على ايجاد طريق المساواة والعدل والحريات والثقافة والادب والفن وهي اساسيات الحياة لذ اخترت هذا الطريق ولو وجدت في اي حركه او حزب هذه الخيارات لاخترتها بلا تردد لكني عندما وجدتها في الحزب قلت اباركه وامضي معه لمئات الاعوام اذ انه يمثل جوهر الشرف والنزاهة والوطنيه .