| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 29 / 9 / 2013 عبدالأمير العبادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
دولة الدين والقانون والحلقة المفقودة
عبدالامير العبادي
يقول المعري :
في اللاذقية ضجة ما بين احمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمآذنة يصيح
كلٌ يعظم دينه يا ليت شعري ما الصحيح
في الباب الاول من الدستور / العراق دولة اسلامية – ديمقراطية حيث لا يجوز سن قوانين تتعارض مع ثوابت الاسلام وكذلك لا يجوز سن قوانين تتعارض مع الدمقراطية.
اين الصحيح فيما ذهب اليه المعري واين التطبيق فيما اشار اليه الدستور نعم نحن دولة اسلامية رغم انف الحاقدين ونحن دولة ديمقراطية رغم انف الحاسدين... ولكن .. آه والف آه من كلمة لكن.
العراق بجباله الشاهقة وسهوله الجميلة وانهاره وثرواته الكبيرة انها مبسوطة كل البسط يدا الله فوقها تحرسها العراق وطن الله وعلي والحسين وايضا الطف والكاظمين والامامين مسلم بن عقيل بلد الزبير وطلحه والحسن البصري وآنس ، اذاً هو بلد الدين الاسلامي والعراق وطن الدم والتضحيات الجسام مذ واقعة الطف حتى حروب الامويين والعباسيين والصفويين والعثمانيين ودولة البويهيين والسلاجقة والخروف الابيض والاسود والقرامطة والزنج والمعتزلة كلهم مروا من هنا من وطن اسمه العراق.
وفي ظل ما بعد تأسيس الدولة التي اسمها الاولى حيث دولة الملك الراحل فيصل وغازي وفيصل الثاني ونوري السعيد دولة سالت فيها دماء نقية دماء وطنية ابتداء من ثورة بكر صدقي وثورة مايس والوثبات واعدام الضباط الاحرار واعدام القيادات الوطنية من فهد وحازم وصارم وشمران وعلوان وبهية شهيدة الجسر وجعفر الجواهري وقيس الالوسي والعشرات العشرات حتى شهداء قصر الرحاب العائلة المالكة ، ثم جاءت ثورة 14 تموز حيث سقط الضحايا في البصرة وكركوك والموصل وبغداد وبعدها احداث 8 شباط الذي راح ضحيته الالاف من ابناء العراق من ادباء وفلاسفة ورجال اقتصاد حتى استشهاد الزعيم عبد الكريم قاسم وسلام عادل ، ثم توالت المصائب حيث استشهد محمد باقر الصدر الى مرحلة سقوط الطاغية ونظامه الفاشي .كنا نحن العراقيين نتطلع الى دولة الدين او دولة القانون ومع بدء الدولة بزيها ولباسها الديني وزيها ولباسها القانوني حيث اجتمعت الارادتين الدينية والقانونية على بناء الوطن عندها استشهد محمد باقر الحكيم وعزالدين سليم ثم توالت الاحداث وراحت الضحايا تلو الضحايا من الرجال والشباب والشيوخ والاطفال واليتامى وهتافات وخطابات على فضاء العراق اننا دولة الدين والقانون.
الشعب يقول مرحبا بدولة الدين ومرحبا بدولة القانون هذه دولة الدين حقاً دولة الدين حيث الاضرحة الطاهرة والمقدسة ودولة الجوامع والحسينيات والمساجد التي لو احصيت ما وجدنا دولة تمتلك هذا العدد من بيوت الله ولو احصينا عديد زوارها لكان على ارقام موسوعة غينيس في نسبة الزيارات الدينية اذ يفوق هذا العدد ولسنة واحدة موسم الحج الى بيت الله لخمس سنوات.
الشعب يقول مرحبا بدولة القانون والدستور دولة الانتخابات (الحرة) (الديمقراطية) دولة مجلس النواب الكثر (الفقراء لله) المستضعفين المناضلين اصحاب الكفاءات و(التاريخ) اصحاب الشعارات والخطابات الرنانة من عنق الزجاجة الى الشفافية ، دولة مجلس النواب اصحاب اعلى الرواتب في العالم.
(الف عافية) لو كان هذا المجلس قد دفع العراق الى الاستقرار (والف عافية) للرئاسات الثلاث لو انجبت لنا الامن والسلام و(الف عافية) لمجالس المحافظات لو اجتمعت وغيرت مدنها ، مدن الاوساخ والقذارات والنفايات والتلوث البيئي ، الا تخجلوا ، فالحق يقول دعوني عريانا فانا لا استحي.
هذا العراق بهذه المواصفات من التاريخ والدم والشهداء والاوصياء والاتقياء بلد الترليونات الذهبية والدولارات التي لا تحصى ولا تعد ، بلد النفط ويكفي انه عراق.
آه على الاحزان
كيف احضنها
آه على الحرية
كيف اصونها
عزائي اليك يا شعب العراق ويا ذرات ترابك الحسيني النقي واجمل قباب العالم.
مجداً لك يا وطن وبؤساً لايادي قذرة تلوث ارضك وانهارك الجميلة وتقتل الطفولة وزغاريد النساء!