| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 24 / 9 / 2024 عبدالأمير العبادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
قادة الخطابات وقادة الميادين
عبدالامير العبادي
(موقع الناس)في هذا الشرق المشوش بغبار التأريخ ، الشرق الذي تختلط فيه الحقيقة وتضيع فيه الدماء لتكون ارخص من التراب الذي تعيش عليه
في هذا الشرق الزاخر بكتب الوصايا والاحاديث الكثيرة والموروث الخطابي الذي يحول الانسان الى البلادة ويسلب منه قيم التفكير بل ينتزع منه العقل ويجعل عواطفه تدور معه اينما حل مرتضيا عبودية التأريخ والامساك حد الموت بما ورثه من الماضي دون محاولة تشذيبه من اللامعقول والخيال والخرافة والاتكاء على محرم الرفض لاي ابداع فكري وفق الديالكتيك الزمني للواقع المتجدد بما تحمله البشرية من تطلع لغايات جديدة هي الاسمى في الوجود .
ووفق مسلمات الواقع تتجلى لنا ثمة حقيقة قائمة هي ارادة الرفض لاي حوار متجدد او ظهور مفكر او اديب او سياسي له من الاراء والافكار ما تدحض المصرح به في المجتمع.
ولنا في حقب التأريخ امثلة لرفض الواقع والتحول الى قيادة تسمو بوطنها وتحوله الى مرتع سعادة ونهوض وتمدن وبناء اقتصاد متطور يواكب العالم بدلا من حروب ودمار .
ومن منا لا يتذكر القادة الدكتاتوريين الذين دمروا شعوبهم. بالحروب وساقوا شعوبهم الى الدمار تحت خطابات تارة قومية فاشية (هتلر موسوليني) او صدام والقذافي وبول بوت وغيرهم من القادة الذين لا يكترثوا لبلدانهم .
والحقيقة المرة ان هولاء القادة اخذتهم افكارهم ربما كما ذكرت الايديولوجية او القومية او الدينية الى الاعتقاد بان وقوف شعوبهم بالاكراه معهم سيأتي عليهم بالنصر في اي حرب يخوضونها ولكن مع الهزائم المتلاحقة تتبدد امالهم لان الشعوب عادة مهما رضخت لارادة الدكتاتور سنجدها حتما ترفع رايات الرفض فصدام كان يمتلك الحرس الجمهوري والجيش الشعبي والامن والسلاح لكنه خلال ايام سقط وتبخر الى النتانة والذل والمهانة .
القائد الذي يريد الحرب عليه ان يمتلك التفويض الحقيقي والشعبي من ابناء وطنه دون سلطة قمعية وعلية التواجد بين الجماهير وان قضيته مؤيدة من كل شعبة وان عزم على الحرب عليه النصر وان هزم عليه قبول الهزيمة وترك الساحة لغيره.
وعودة لما جرى ويجري في الساحة الفلسطينية لنا رأي في هذه المعركة.
اولا ان الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير المعترف بها عالميا وعربيا ومن خلالها ابرمت كافة الاتفاقيات اما حماس فهي لا تمثل الا فصيل مسلح له اجندات وارتباطات اثبتت الاحداث انه مرتبط بقطر وايران وهذه مفارقة كبرى تدل على انه ثمة برنامج تسير بموجبه حماس .
لقد رسمت حماس خطة بائسة مشكوك فيها وهي الهجوم على اسرائيل ليلة السابع من اكتوبر هجوما استمر ليلة واحدة استطاعت اسر وقتل مجاميع اسرائيلية ولكن اي ثمن دفعته حماس وما الذي جناه الشعب الفلسطيني.
لقد ضاعت غزة تحت اقدام الصهاينة وقتل الالاف وتشرد اكثر من ثلاث ملايين وجرح اكثر من مائة الف ودمرت كل غزة التي اعيدت للفلسطينيين باتفاقية اوسلو ١٩٩١ وتمتعت بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ضاعت غزة بسبب عبثية حماس ومن دفعها.
اما موقف الحوثيين وحزب الله اللبناني والمليشيات العراقية. والسورية فهي تدفع الاثمان تسديدا لفاتورة اسرفت فيها حماس بدفع ايران لكل هذه المجاميع وبالمحصلة نلاحظ كم من الضحايا والشباب والاطفال والشيوخ والنساء وكم من الارامل والنتيجةهزيمة على الواقع بعيدا عن الامال والتمنيات .
اما ما يعرض على الساحة والفضائيات من طروحات فضفاضة لبعض المحلليين والمنظرين اسأل اين انتم واولادكم من الذهاب لنصرة غزة وجنوب لبنان واتمنى ان تنتهي سماجة هذه الخطابات والتشكيك بوطنية الاخرين وكأنكم حررتم بيت المقدس.
بالامس الجموع القومية واليسارية ودعم السوفييت وحركات التحرر الوطني بالامس القائد (الهمام) عبدالناصر وتبعه صدام والقذافي والاسد كم صدعوا رؤوسنا بتحرير فلسطين ثم ومنذ ١٩٧٩ بعد قيام الجمهورية في ايران وشعارات القدس وشعارات حزب الله والمليشيات وهي تقدم الشباب تلو الشباب دون جدوى.
لقد تبخرت الشعارات الجميلة امام جبروت اسرائيل.
اذن ثمة خلل اما بنيوي مقيد للارادة او فشل قيادي لمن يقود هذه التشكيلات او عدم المقدرة او الارتباطات المغلفة بالشعارات وجميعها دمرت القضية.
اقول القائد الذي يدخل معركة علية ان يفكر بالنصر دوما واذا هزم عليه امتلاك الشجاعة والاعتراف بالهزيمة او الانتحار كما فعل هتلر اما الجبناء من القادة الذين يقدمون شعوبهم قربانا لدكتاتوريتهم لتطبيق شعاراتهم او تنفيذ اجنداتهم الفكرية وبالتالي يلوذون بالفشل والخذلان والاصرار الاعمى على مواقفهم وصحتها وسرعان ما تنتهي عروشهم لحظة رفض الشعب لهم اذ ذهبوا لمقبرة التأريخ غير مأسوف لرحيلهم.
اخيرا اقول اتركوا القضية الفلسطينية لمن يمثلها فعلا امام الجامعة العربية والامم المتحدة ولا تدفعوا بثلة لا تمثل الشعب للدمار والموت