| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 23 / 11 / 2016 عبدالأمير العبادي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
وثيقتكم وهذه وثيقتنا
عبدالامير العبادي
(موقع الناس)
كم اعيت افكارنا مفاهيم الوثائق والتسوية ووثائق الصلح والمواثيق والتحالفات ، فبدءاً من صلح الحديبية الى وثائق الصلح في الحروب الاسلامية - الاسلامية والاسلامية - الفرنجية والعثمانية والفارسية ثم جاء مصطلح الاتفاقيات بيينا نحن المسلمين العرب مع بريطانيا عبر اتفاقية سايكس بيكو واتفاقيات لوزان وغيرها ثم كامب ديفيد وعشرات الاتفاقيات وعلى الصعيد العراقي اشتهرنا بميثاق العمل الوطني على الصعيد الداخلي واتفاقية الحكم الذاتي واتفاقية الجزائر مع ايران وعبر هذا التأريخ كان الوطن يتأرجح بين النجاح والفشل وكان المهم في كل ذلك ان العراق بقي موحدا قويا عصيا على الاعداء رغم الصراعات الداخلية والخارجية .
اما بعد سقوط صدام اي في عام ٢٠٠٣ فالعراق غط في سبات وصراع عميق خطر ، اذ دخلت عليه الصراعات الطائفية والمذهبية بفعل الاحتلال الاميركي الذي خطط لتهديم تأريخ وحضارة عمرها الاف السنيين . ونظرة انتقامية من كل دول الجوار التي تطلب العراق بثارات عبر حقب تأريخية لم يكن للشعب العراقي اي دور او كونه مسبب لها بقدر ما كان للحكام الذين غابت عنهم الوطنية فتصرفوا بالعراق كأنهم اوصياء عليه ونتج ما نتج من تخلف وتراجع لا زلنا ندفع له الاثمان تلو الاثمان .
وفي تقديرنا ان العراق وخلال عمره لم يمر فيه القائد الفذ الذي ينتشل واقعه من براثن التراجع او الانظمة التي تعاقبت عليه لم تنصفه فاختزلت العراق الى ضيعات سنية وشيعية وكردية وجعلت من هذه المسميات نهجا لم يأتي على العراق الا بادوات التخلف وخاصة في القرن الماضي حتى بداية القرن الحالي والى يومنا الذي نعيشه .
اذن ، اي تسوية جديدة ترسم خارطة بناء ونهوض للعراق يتطلب منا اعدادها ؟ وهل التسوية التي يراد لها ان تسوّق قادرة على عبور المحنة وانتشال الوطن من نكبته ؟
انا اجد ان لا قدرة او انبعاث جديد يمكن له ان يعد لمستقبل واعد لنا وللاجيال القادمة ما لم نتسلح بالاتي :
- علينا ان لا نغفل الجانب الاميركي الذي اوقع احتلاله علينا وفرض ارادته الاقتصادية والعسكرية وبسط نفوذه لذلك وان كنا رافضين لوجوده الا ان عدم وجود البديل يفرض امرا واقعا لعله يضع خارطة لمستقبل وجودنا مثلما فعلها الغرب المانيا ودول اوربا واليابان.
- اما ماهية التسوية الحقيقية فاقول ان الفشل الذي صنعته الاحزاب والقوى التي ادارت البلاد لا يمكن لها ان تجد اي تسوية او وثيقة شرف قبل ان تكشف للشعب الجرائم والفساد الذي اقترفته بحق الشعب والوطن وعليها ان تعلن براءتها ومحاكمة عناصر الفساد وتخرج من برامج المحاصصة والطائفية وتعلن الغاء المليشيات او اي تنظيم عسكري يعود لها وفوق كل ذلك ابتعادها كليا عن الخضوع لارادة اي دولة اجنبية وبناء علاقات متكافئة تضع العراق اولا .
- وفي الوقت الذي نقول استحالة تطبيق ذلك الا اننا نجد ان ذلك ممكن اي اخراج وثيقة شرف وطنية من خلال الامم المتحدة يجلس فيها وعلى قدم المساواة الاحزاب الوطنية والشخصيات السياسية والاكاديمية يعرض لبرنامج وطني لا يشير للطائفية والقومية او اي نهج ديني يتمخض عنه مرحلة وطنية ديمقراطية لمدة سنتين تدار من مجلس يرسم لدستور جديد وهذا المجلس يأتي وينبثق باشراف الامم المتحدة لا يتجاوز العشرين شخصاً يرسم للسياسة الداخلية والخارجية للعراق ، من خلال تشريع قوانين مدنية واقتصادية وطنية ومن هذه الصورة المبسطة المتواضعة نجد اننا قد رسمنا صورة جديدة للعراق .