| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأثنين 1 / 5 / 2023 اسعد عبد الله عبد علي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
اهمية حماية الحكام من بطش بلطجية الاندية
اسعد عبدالله عبد علي *
(موقع الناس)
من اهم ركائز أي مباراة لكرة القدم هو استقلالية الحكم من أي ضغط, كي تكون قراراته نابعة من القانون, فلا يكون هناك مؤثر على قراراته, لكن في العراق يرفض الكثير اللاعبين قرارات الحكام, أي أنهم يحاربون اهم مبدأ لنجاح الكرة! وهو نابع من الجهل وقلة الوعي, وهذا الرفض الذي يمارسه البعض لا ينسجم مع القيم والأخلاق, ولا نشاهده في البطولات العالمية, فهم يسبون ويشتمون الحكام, بل ويقومون بحركات تحدي لا تحصل الا في الشوارع, أنها بلطجة يمارسها بعض اللاعبين الذي يملكون حصانة (نوعا ما), قد تكون بسبب جمهور النادي الكبير, او بسبب العلاقات التي يملكها اللاعب مع رجال السياسة, او بسبب عصابات البلطجة التي تساند لاعب احمق هائج يتطاول على القانون والحكام.
الموضوع مهم وحساس للحفاظ على كرة القدم, ان التجاوز على الحكام هو عملية هدم للبناء وسعي للقضاء على الكرة في ملاعبنا.
• تشديد العقوبات ضد المتجاوزين على الحكام
الحقيقة نحن كاعلام موقفنا واضح وصريح, ضد اي لاعب او مدرب او اداري او اعلامي يسيء ويتجاوز على الحكام, ان التجاوز على الحكام يعني إنهاء كرة القدم في العراق, لذلك علينا جميعا الوقوف ضد هذا النفر الضال, لحماية الكرة العراقية من التدمير, ويجب أن تكون عقوبات مشددة جدا تصل الى حد الحرمان مدى الحياة, وان يتم فضح هؤلاء الجهال, ويجب رفض اي دعم لهم, لانهم يمثلون عقبة امام تطور الكرة وسيادة القانون.
ان التجاوزات ضد الحكام استفحلت جدا في السنوات الاخيرة, مجرد أن تكتب في اليوتيوب كلمة تجاوز على حكم عراقي تفاجئك مئات المشاهد, لذلك الصرامة والتشدد في العقوبات مهم جدا.
• الاتحاد الدولي ودعم الحكام
لادراك الفيفا اهم دور الحكام في المباريات, لذلك وضع جملة من القوانين التي تحمي الحكام, فلا يجوز حتى مجرد لمس الحكم او مسكه, لتعطيه سلطة وحصانة ضد اي تدخل او رفض لقراراته, لذلك لا نشاهد اعتراضات شديدة في الدوريات الأوروبية, بل إن اللاعبين يتم تثقيفهم داخل الأندية باحترام الحكم, ويتم تعليمهم كيفية الاعتراض الصحيح.
وفي أوروبا أي اللاعب الذي يشتم ويسب ويتشاجر مع الحكم فيتم طرده من قبل ادارة النادي, قبل اي اجراء من الاتحاد الكروي, هكذا تفعل الاندية لحفظ هيب الحكام, اما في العراق فالأمر بالمقلوب والسبب الجهل وسيادة قيم الغابة في المجتمع.
• تناقض اللاعب البلطجي
الجمهور العراقي واعي وقد شخص تواجد كم لاعب بلطجي, مهمته الاساسية في الملعب ليس اللعب, ولا قيادة فريقه للفوز, ولا تنظيم اللعب وبناء الهجمات, بل ان وظيفته التهجم على الحكم ضد كل قرار ضد ناديه! حتى لو كان مجرد رمية تماس! وتاجيج الجماهير والدعوة للصخب, ونجد تجاوب لبعض روابط جماهير الاندية (الروابط المتهمة بالفساد), عبر رمي المقذوفات باتجاه الحكام ولاعبي الفريق المنافس, او تكسير كراسي الجلوس, ان الاعتراض هو كل ما يفعل النجوم البلطجة الكروية داخل الملعب.
لكن الغريب نفس هؤلاء اللاعبين البلطجية عندما يلعب في البطولات العربية والاسيوية, يتحول لشخص ثاني مطيع لكل قرارات الحكام, ودود جدا مع كل قرار للحكم, فلا يعترض ولا يرفس ولا يشتم, يترك سلوكه الحيواني داخل العراق فقط, ويتحول لشخص عاقل خارج العراق, لان يعرف القانون ويدرك نتائج أفعاله وانها ان مرات داخل البطولات المحلية, فإنها لن تمر في البطولات الخارجية.
• الوقوف مع الحكم مهند قاسم
على الاعلام والجمهور الرياضي الواعي الوقوف مع الحكم الشجاع مهند قاسم, في حربه ضد اللاعبين والإداريين الخارجين عن القانون والعرف والاخلاقي, لان السكوت هنا يعني قبولنا باذلال الحكام فقط لان قراراتهم لا تنسجم مع رغبات البلطجية (اللاعبين والاداريين المشاكسين), انها حرب لجعل القانون هو السائد, ورفض فكرة أن ملاعبنا تحولت الى مجرد غابة, القوي ياكل فيها الضعيف.
لذلك على كل شريف ونزيه الوقوف مع الحكم في حربه ضد البلطجة, كي يعود القانون هو السائد في ملاعبنا.
• الحاجة لورش الزامية للاندية
تحتاج انديتنا التزامها باقامة ورش للاعبين الناشئين والشباب والكبار حول ثقافة احترام قرارات الحكم, وان من يتجاوز على الحكم يكشف جهله وحاله الوضيع, وما فعله الا عكس لنوع تربيته, وكمية الجهل التي يعيش بها, هذه الورش تسهم في تطوير وعي اللاعب, وترفع من مستوى كرة القدم في العراق, وهو أمر بيد الاتحاد عبر وضع برنامج سنوي لمراقبة وتحديد نسب الانجاز, ومعاقبة الاندية غير المتعاونة أو الضعيفة.
ويمكن الطلب من الاتحاد العربي والآسيوي المساهمة في انجاح التجربة, ورفد الاتحاد العراقي بكل جديد يخص هذا الموضوع.
وليس عيبا الاتفاق مع الاتحادات الكروية المتطورة لغرض الاستفادة من تجربتها,
فان الوضع الحالي مخيب للامال جدا.
* كاتب وأعلامي عراقي
مدير مؤسسة نقطة للثقافة والإعلام